سرطان الثدي والكحول.. دراسة تكشف الحقيقة المرعبة

عبارة «لديكِ سرطان الثدي» من أكثر الكلمات رعباً التي قد تسمعها امرأة من طبيبها، خاصة مع تزايد انتشار المرض الذي يصيب واحدة من كل ثماني نساء خلال حياتهن.
وفي ظل هذا الواقع المقلق، تبرز قصة كورين باراكلوف، محررة مجلات سابقة تحولت إلى العمل في إعادة التأهيل، كمثال مؤثر على تأثير نمط الحياة في هذا المرض.
ووفقاً لموقع Mail online، فبعد سنوات من الإفراط في شرب الكحول، تلقت كورين تشخيصاً بسرطان الثدي في المرحلة الثانية عام 2019، لتؤكد أن إدمانها السابق على الكحول كان السبب الرئيسي وراء إصابتها.
وروت كورين في مقال نشرته في «ديلي ميل+» تجاربها المؤلمة مع الكحول، التي شملت فقدان الوعي، السقوط من السلالم، وحتى محاولة شرب مبيض في لحظة يأس.
وبعد 7 سنوات من التوقف عن الشرب، اكتشفت كتلة صلبة في ثديها الأيمن، لتبدأ رحلة علاج شاقة انتهت بإجراء عملية استئصال ثدي مزدوج.
ومنذ سبتمبر 2022، أصبحت كورين خالية من المرض، لكنها تعتقد أن استمرارها في الشرب كان سيمنعها من اكتشاف المرض مبكراً، مما قد يكون أودى بحياتها.
تدعم قصة كورين دراسات علمية حديثة، منها دراسة أجرتها جامعة نيو ساوث ويلز عام 2019، نُشرت في المجلة الدولية للسرطان، وشملت أكثر من 200 ألف امرأة.
وكشفت الدراسة أن استهلاك الكحول هو السبب الرئيسي القابل للتعديل لسرطان الثدي لدى النساء قبل انقطاع الطمث، والثاني لدى النساء بعد انقطاع الطمث بعد السمنة.
أخبار ذات صلة
وأوضحت الباحثة ماريت لاكسونن، من جامعة سيدني، أن 12.6% من حالات سرطان الثدي قبل انقطاع الطمث و6.6% بعد انقطاع الطمث يمكن تجنبها إذا توقفت النساء عن شرب الكحول.
الأمر المثير للقلق، وفقاً للاكسونن، أنه لا يوجد مستوى آمن لاستهلاك الكحول عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي، حيث يزيد أي مقدار من الشرب من مخاطر الإصابة.
وتنتقد الدراسة الاعتقاد الشائع بأن كأساً من النبيذ يومياً مفيد للصحة، موضحة أن الدراسات التي تروج لهذا المفهوم غالباً ما تتجاهل الفروق بين الامتناع عن الكحول مدى الحياة والتوقف عنه لأسباب صحية.
وأثارت هذه النتائج جدلاً واسعاً، حيث دعت كورين إلى وضع ملصقات تحذيرية على الكحول مماثلة لتلك الموجودة على السجائر، معتبرة أن صناعة الكحول الكبرى تتحمل مسؤولية كبيرة بسبب الإعلانات المكثفة التي تستهدف النساء.
وأكدت لاكسونن أن الهدف من الدراسات ليس إلقاء اللوم على النساء، بل تمكينهن من اتخاذ قرارات صحية أفضل.
من جانبها، عبرت كورين عن غضبها من تطبيع شرب الكحول في المجتمع، لكنها ترى أن تجربتها يمكن أن تلهم الآخرين للتوقف عن الشرب والعناية بصحتهم.