سفير اليابان: العلاقات مع الكويت دخلت مرحلة «الشراكة الإستراتيجية الشاملة»

أكد السفير الياباني لدى الكويت، موكاي كينيتشيرو، على تعزيز العلاقات الكويتية اليابانية خلال العام الماضي، مشيداً بالتقدم الملحوظ في التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة. جاء ذلك في تصريحات له بمناسبة مرور عام على تسليمه أوراق اعتماده للأمير الشيخ مشعل الأحمد، حيث أعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون المثمر بين البلدين. وتأتي هذه التطورات في ظل اهتمام متزايد بتعزيز الشراكات الاستراتيجية في المنطقة.
وأشار السفير موكاي إلى أن حفاوة الاستقبال التي تلقاها في الكويت وكرم الضيافة يعكسان عمق الروابط بين الشعبين، مؤكداً أن هذه الذكريات ستبقى راسخة في ذاكرته. كما تقدم بأصدق التهاني للأمير الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة الذكرى الثانية لتولي سموه مقاليد الحكم، مثنياً على قيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة.
تطورات ملحوظة في العلاقات الكويتية اليابانية
شهدت العلاقات الكويتية اليابانية تطوراً ملحوظاً خلال العامين الماضيين، حيث انتقلت إلى مستوى جديد من التعاون الاستراتيجي الشامل. وقد تجسد ذلك في زيارة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إلى اليابان في مايو 2025، والتي أسفرت عن اتفاق الطرفين على الارتقاء بالعلاقات إلى هذا المستوى الرفيع. يهدف هذا الارتقاء إلى تعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة والاقتصاد والأمن والثقافة.
زيارات رفيعة المستوى تعزز التعاون
توالت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من كلا البلدين، مما ساهم في تعزيز الثقة المتبادلة وتحديد آفاق جديدة للتعاون. ففي سبتمبر الماضي، استضافت الكويت الاجتماع الثاني لوزراء خارجية اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي، بمشاركة وزير الخارجية الياباني آنذاك، إيوايا تاكيشي. كما استقبلت الكويت حاكمة طوكيو، يوريكو كويكي، على رأس وفد من ممثلي الشركات الناشئة، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي.
تكريم كويتي يعكس عمق العلاقات
في نوفمبر الماضي، كرم إمبراطور اليابان سمو الشيخ ناصر المحمد، ومنحه وسام الشمس المشرقة من الدرجة الأولى، وهو أرفع وسام يمنح للأجانب. يأتي هذا التكريم تقديراً لإسهامات سموه البارزة في تعزيز العلاقات الودية بين اليابان والكويت على مدى سنوات طويلة. يعكس هذا التكريم أيضاً التقدير الياباني لدور الكويت في دعم وتعزيز الصداقة بين البلدين.
مشاركة الكويت في إكسبو أوساكا 2025
حظي جناح الكويت في معرض إكسبو 2025 أوساكا بإقبال واسع من الزوار وتغطية إعلامية لافتة، مما ساهم في تعريف الشعب الياباني بالثقافة الكويتية الغنية. أظهرت المشاركة الكويتية التزام البلاد بتعزيز التبادل الثقافي مع اليابان. كما أتاحت هذه المشاركة فرصة لعرض الإمكانات الاقتصادية والاستثمارية في الكويت.
أكد السفير موكاي أن تفاعلاته الإنسانية مع شخصيات من مختلف المجالات وزياراته للديوانيات عززت قناعته بوجود إمكانات كبيرة لتطوير التعاون بين اليابان والكويت، خاصة في مجالات الطاقة والمياه. ويرى أن الشركات اليابانية يمكن أن تقدم تقنيات متقدمة في هذه المجالات، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في الكويت. بالإضافة إلى ذلك، هناك فرص واعدة للتوسع نحو مجالات تعاون جديدة.
تتطلع اليابان والكويت إلى مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والشراكة الاستراتيجية بينهما. من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من كلا البلدين، بهدف بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات. يبقى متابعة تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وتقييم نتائجها أمراً بالغ الأهمية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. كما يجب مراقبة التطورات الإقليمية وتأثيرها على العلاقات الثنائية.



