شاهد.. بونجاح “الغاضب” يثير الجدل برفضه مصافحة محرز

أثار موقفٌ غير رياضي من مهاجم المنتخب الجزائري، بغداد بونجاح، جدلاً واسعاً بعد المباراة الافتتاحية لـ “محاربي الصحراء” في كأس الأمم الأفريقية ضد السودان. وعلى الرغم من الفوز الساحق 3-0، لفت انتباه المتابعين امتناع بونجاح عن مصافحة قائد الفريق، رياض محرز، بعد نهاية اللقاء، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التصرف. هذا الحدث يلقي بظلاله على استعدادات الفريق للمباريات القادمة في البطولة.
وقعت الحادثة في ملعب مولاي الحسن بالرباط، المغرب، بعد انتهاء المباراة مباشرةً. حيث ظهر بونجاح وهو يغادر الملعب بغضب، متجاهلاً محاولة محرز لمصافحته. وقد أثار هذا المشهد استياءً واضحاً على محرز، بالإضافة إلى علامات الاستغراب على وجوه بعض لاعبي المنتخب الآخرين، مثل إسماعيل بن ناصر.
جدل حول أداء بغداد بونجاح في كأس الأمم الأفريقية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو الخاصة بالحادثة على نطاق واسع، معربين عن استيائهم من تصرف بونجاح. تراوحت التفسيرات بين خيبة أمله لعدم تمكنه من تسجيل هدف في المباراة، وبين شعوره بالإحباط بسبب عدم تلقيه تمريرات كافية من زملائه، خاصةً وأنه يلعب كمهاجم صريح.
يرى البعض أن بونجاح توقع الحصول على المزيد من الدعم من لاعبي خط الوسط، بينما يرى آخرون أن الأمر يتعلق برغبة شخصية في التألق وتسجيل الأهداف. لم يصدر أي تعليق رسمي من الاتحاد الجزائري لكرة القدم أو الجهاز الفني للمنتخب بشأن هذا الأمر حتى الآن، مما زاد من حدة التكهنات.
أسباب محتملة لغضب اللاعب
تشير بعض التحليلات إلى أن بونجاح قد يكون شعر بالتقليل من شأنه أو عدم تقدير دوره في الفريق. بينما يرى آخرون أن الأمر مجرد سوء فهم عابر سيتم حله داخل الفريق. من المهم الإشارة إلى أن بونجاح يعتبر من اللاعبين المخضرمين في المنتخب الجزائري، حيث خاض 84 مباراة دولية وسجل 35 هدفاً، مما يجعله عنصراً أساسياً في تشكيلة الفريق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المنافسة الشديدة على المراكز في المنتخب الجزائري قد تكون ساهمت في زيادة الضغوط على اللاعبين. فالفريق يضم مجموعة كبيرة من النجوم القادرين على تقديم مستوى عالٍ، مما يجعل مهمة المدرب في اختيار التشكيلة الأساسية أكثر صعوبة.
من ناحية أخرى، يرى محللون رياضيون أن هذا الموقف قد يؤثر سلباً على معنويات الفريق في المباريات القادمة. فالوحدة والتكاتف بين اللاعبين يعتبران من أهم عوامل النجاح في أي بطولة، وأي خلافات أو توترات داخل الفريق قد تعيق مسيرته نحو تحقيق اللقب.
يُذكر أن رياض محرز كان قد قاد المنتخب الجزائري للفوز على السودان بتسجيله هدفين، بينما سجل إبراهيم مازة الهدف الثالث. وبهذا الفوز، تصدرت الجزائر المجموعة بفارق الأهداف أمام بوركينا فاسو التي تغلبت على غينيا الاستوائية بنتيجة 2-1.
النتائج الإيجابية للمنتخب الجزائري في المباراة الأولى، على الرغم من هذا الحادث، تعزز من آمال الجماهير في تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية. ولكن، يبقى السؤال حول كيفية تعامل الجهاز الفني مع هذا الموقف وتأثيره على أداء الفريق في المباريات القادمة.
من المتوقع أن يعقد المدرب جمال بلماضي اجتماعاً مع اللاعبين في الساعات القادمة لحسم هذا الأمر وتأكيد أهمية الروح الرياضية والعمل الجماعي. وسيكون هذا الاجتماع بمثابة اختبار حقيقي لقدرة المدرب على إدارة غرفة الملابس والحفاظ على استقرار الفريق.
في الختام، يظل موقف بونجاح ومحرز محل اهتمام بالغ من قبل وسائل الإعلام والجماهير الجزائرية. وسيكون من الضروري متابعة تطورات هذا الأمر عن كثب لمعرفة ما إذا كان سيؤثر على مسيرة المنتخب الجزائري في كأس الأمم الأفريقية أم لا. الخطوة التالية ستكون مباراة بوركينا فاسو، والتي ستكون بمثابة فرصة للفريق لإثبات جدارته وتجاوز هذه العقبة.





