خطفت جدّة لامين جمال الأنظار خلال مباراة المغرب ومالي في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2025، مسلطة الضوء على الدعم العائلي الذي يحظى به اللاعب الشاب. وقد أظهرت لقطات متداولة حضور فاطمة، جدة جمال من جانب والده، في ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لتشجيع المنتخب المغربي في مباراته الثانية بالبطولة. هذا الحضور اللافت للجدة أثار اهتمامًا واسعًا من قبل المشجعين ووسائل الإعلام على حد سواء.
وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، مما أرجأ تأهل المنتخب المغربي إلى الأدوار الإقصائية من كأس أفريقيا إلى ما بعد المباراة الثالثة والأخيرة في دور المجموعات ضد زامبيا. تفاعل الجمهور مع فاطمة بشكل كبير، حيث تسابقوا لالتقاط الصور التذكارية معها، معبرين عن تقديرهم لدعمها المتواصل لحفيدها.
لامين جمال وجدته: قصة عائلية تتجاوز كرة القدم
لم يكن صعود نجم لامين جمال مع برشلونة مجرد قصة موهبة كروية، بل هي أيضًا قصة عائلية مؤثرة. فبعد انفصال والديه، تولت الجدة فاطمة، التي انتقلت من المغرب إلى إسبانيا قبل أكثر من ثلاثة عقود، مسؤولية تربية لامين. عملت فاطمة في البداية في مجال رعاية المسنين، ثم انتقلت بين عدة مدن إسبانية قبل أن تستقر في برشلونة مع أبنائها، بمن فيهم منير والد لامين.
وقد ساهمت الجدة بشكل كبير في حياة لامين، ليس فقط من خلال رعايته، بل أيضًا من خلال تشجيعه ودعمه في مسيرته الكروية. وعندما بدأ لامين في تحقيق النجاح مع برشلونة، كان أول ما فعله هو شراء منزل للجدة فاطمة بالقرب من منزل العائلة، تعبيرًا عن امتنانه وحبه لها. كما حرص على اصطحابها إلى حفل توقيع عقده الجديد مع النادي الكتالوني.
الدعم العائلي وأثره على مسيرة اللاعب
يُظهر هذا الدعم العائلي القوي مدى أهمية الروابط الأسرية في حياة الرياضيين. فالجدة فاطمة ليست مجرد مشجعة عادية، بل هي جزء أساسي من قصة نجاح لامين جمال، ومصدر إلهام له. هذا الدعم يمنح اللاعب شعورًا بالأمان والثقة، مما يساعده على تقديم أفضل ما لديه في الملعب.
وتأتي قصة الجدة فاطمة لتذكرنا بالجذور المغربية للاعب لامين جمال، على الرغم من اختياره تمثيل منتخب إسبانيا. وقد أثار هذا الاختيار جدلاً واسعًا في المغرب، حيث كان الكثيرون يأملون في انضمام لامين إلى “أسود الأطلس”.
لامين جمال: اختيار إسبانيا واحترام المغرب
أكد لامين جمال في تصريحات سابقة أنه اختار تمثيل منتخب إسبانيا، معربًا عن احترامه العميق لبلده الأم المغرب. وقال جمال إنه كان يفكر بجدية في اللعب للمغرب، خاصة بعد تألقه في كأس العالم 2022، لكنه في النهاية قرر أن يتبع قلبه ويختار إسبانيا. وأضاف أنه نشأ في إسبانيا ويشعر بالانتماء إليها، وأنه يريد الفوز ببطولات مع منتخب “الماتادور”.
وأوضح لامين أنه سيظل دائمًا يحب المغرب، وأنه يعتبره جزءًا من هويته. وأشار إلى أن اللعب للمغرب لم يكن خيارًا سيئًا، لكن إسبانيا كانت تقدم له فرصة للمشاركة في بطولة أمم أوروبا، وهي بطولة يحلم بالفوز بها. هذا القرار يعكس التحديات التي يواجهها اللاعبون ذوو الأصول المتعددة في اختيار المنتخب الذي سيمثلونه.
من الجدير بالذكر أن لامين جمال يعتبر من أبرز المواهب الشابة في كرة القدم الإسبانية، وقد أثبت نفسه كلاعب أساسي في تشكيلة برشلونة. ويُتوقع أن يكون له دور كبير في مسيرة المنتخب الإسباني في السنوات القادمة.
في الختام، يترقب عشاق كرة القدم المباراة القادمة للمنتخب المغربي ضد زامبيا، والتي ستحدد مصيرهم في البطولة. كما يراقبون عن كثب مسيرة لامين جمال مع برشلونة وإسبانيا، متسائلين عن تأثير هذا الاختيار على مستقبله الكروي. وستظل قصة الجدة فاطمة رمزًا للدعم العائلي الذي يقف وراء كل نجم لامع.
