شخصيات عالمية يكرهها نتنياهو ورجاله

أكاديمي ومسؤول دولي إسباني ذو توجهات يسارية اختارته قواعد الحزب الاشتراكي -وليس قيادته- العام 2015 لتولي زعامة الحزب، ثم كلفه الملك فيليبي السادس في فبراير/ شباط 2016 بتشكيل الحكومة رغم عدم فوز حزبه بالغالبية البرلمانية.
بعد إعلان ترشيحه لرئاسة الحكومة صرح سانشيز بأنه جاهز لانتشال إسبانيا من المستنقع الموجودة فيه، وأنه مستعد للحوار مع كل الأحزاب سواء أكانت يسارية أم يمينية لتشكيل ائتلاف حكومي.
اتخذ موقفا ناقدا من حرب إسرائيل على قطاع غزة منذ بداياتها. ففي 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وخلال هدنة الحرب الأولى، زار سانشيز مع نظيره البلجيكي معبر رفح، كاشفا عن قرب تسليم مصر 4 أطنان من المواد الطبية، لمساعدتها على علاج المصابين والمرضى القادمين من غزة. وقال إن “قتل المدنيين الأبرياء من دون تمييز (في قطاع غزة) غير مقبول على الإطلاق”، ودعا إلى “إرساء حل الدولتين اليوم وقبل أي وقت آخر، لإنهاء الحرب بين الجانبين”. ودفعت هذه التصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي وقتها إيلي كوهين إلى استدعاء سفيري إسبانيا وبلجيكا للاحتجاج واتهمهما بـ”دعم الإرهاب”.
وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ذكر سانشيز في مقابلة مع قناة “آر تي في إي” الإسبانية المملوكة للدولة: “مع الصور التي نشاهدها والأعداد المتزايدة من الأطفال الذين يموتون، لدي شك جدي في أن (إسرائيل) تلتزم بالقانون الدولي الإنساني”، وأضاف: “ما نراه في غزة غير مقبول”. رد كوهين قائلا على منصة إكس “بسبب التصريحات المشينة لرئيس الوزراء الإسباني الذي كرر مرة أخرى ادعاءات لا أساس لها من الصحة، قررت استدعاء السفيرة الإسرائيلية لدى إسبانيا مجددا إلى القدس للتشاور”.
عندما خرج مئات آلاف الإسبان في 90 مدينة وبلدة، بينها العاصمة مدريد في 20 يناير/كانون الثاني 2024، استجابة لشعار “فلنوقف الإبادة في فلسطين”، تجاوب سانشيز قائلا خلال مؤتمر لحزبه الاشتراكي في غاليسيا “نحن جميعنا أيضا معهم”. وأضاف “ندين هجمات حماس الفظيعة، ونطالب بالإفراج غير المشروط والعاجل عن جميع المحتجزين لدى الحركة.. لكن بالتصميم نفسه، نقول لحكومة (بنيامين) نتنياهو إن القصف العشوائي وقتل الأولاد والفتيات وآلاف الأشخاص في غزة غير مقبول”.
في 24 مايو/ أيار أعلنت حكومة إسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين وتبعتها النرويج وأيرلندا. وفي 28 مايو/أيار قال سانشيز في كلمة متلفزة إن الاعتراف بدولة فلسطين قرار تاريخي له هدف واحد هو مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق السلام. متابعا: “نحن نتصرف وفقا لما هو متوقع من بلد عظيم مثل إسبانيا ونتحمل مسؤوليتنا في البحث عن السلام والأمن والرخاء لجميع الشعوب”. واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، سانشيز، بالتواطؤ في التحريض على إبادة اليهود وارتكاب جرائم حرب بحقهم.
بدت إسرائيل متربصة بسانشيز وحزبه الاشتراكي بعد مواقفه الأخيرة، ففي العاشر من يونيو/ حزيران 2024 نشر كاتس رسالة وصفت بأنها غير دبلوماسية على موقع “إكس”، يسخر فيها من رئيس الوزراء الإسباني ونائبته دياز، بسبب نتائج حزبيهما في الانتخابات الأوروبية. وقال كاتس في تغريدة: “لقد عاقب الشعب الإسباني ائتلاف سانشيز ويولاندا دياز بهزيمة مدوية في الانتخابات”، وأرفق التغريدة بصورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تظهر السياسيين اليساريين مع بيض مكسور فوق رأسيهما. وعلق على الصورة بقوله: “اتضح أن احتضان القتلة والمغتصبين من حماس لا يؤتي ثماره”.