صحف عالمية: إسرائيل تدرس إغلاق سفارتها بالنرويج بعد دعوى لاهاي

تدرس إسرائيل إغلاق سفارتها في العاصمة النرويجية أوسلو، في خطوة تصعيدية تعكس توتراً متزايداً في العلاقات الثنائية. يأتي هذا التفكير بعد فترة طويلة من العمل بدون سفير، وتصاعد الخلافات حول السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يضع مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على المحك.
وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تعتبر النرويج من بين الدول الأكثر انتقاداً لإسرائيل منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، إلى جانب أيرلندا وإسبانيا. هذا التوتر يتجلى في خطوات عملية مثل رفع النرويج دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية بشأن الإجراءات الإسرائيلية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
تدهور العلاقات الإسرائيلية النرويجية
يعكس قرار التفكير في إغلاق السفارة الإسرائيلية في أوسلو عمق الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وترى مصادر إسرائيلية أن الموقف النرويجي أصبح معارضاً بشكل متزايد للسياسات الإسرائيلية، خاصةً بعد الدعوى القضائية المقدمة إلى محكمة العدل الدولية. هذه الدعوى، بحسب مراقبين، تمثل نقطة تحول في العلاقة، وتزيد من صعوبة استئناف الحوار البناء.
وتأتي هذه التطورات في سياق انتقادات دولية واسعة النطاق للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وتصاعد الضغوط على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي وحقوق الإنسان. كما أن الدعم النرويجي المستمر للفلسطينيين، بما في ذلك الدعم المالي والإنساني، يثير استياءً في إسرائيل.
الخلافات القانونية والدبلوماسية
تعتبر الدعوى القضائية النرويجية أمام محكمة العدل الدولية بشأن الأونروا بمثابة استفزاز إضافي لإسرائيل. وتتهم إسرائيل الوكالة بالتحيز ضدها، وتشكك في حيادية عملها. في المقابل، تدافع النرويج عن حق الفلسطينيين في الحصول على المساعدة الإنسانية، وتؤكد على أهمية دور الأونروا في تقديم هذه المساعدة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك خلافات حول قضايا أخرى مثل الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والوضع في القدس الشرقية. وتعتبر النرويج الاستيطان غير قانوني، وتدعو إلى حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
تداعيات إقليمية ودولية
لا تقتصر تداعيات هذا التوتر على العلاقات الثنائية بين إسرائيل والنرويج، بل تمتد لتشمل المنطقة بأكملها. فقد يؤدي إغلاق السفارة الإسرائيلية في أوسلو إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل والدول الأوروبية الأخرى التي تتخذ مواقف مشابهة للنرويج. كما قد يعيق الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة.
وفي سياق منفصل، تناول الكاتب ألكسندر لانغلويس في مقال بمجلة “ناشونال إنترست” ثورات الربيع العربي، مشيراً إلى أن الغرب لم يدرك أن دعم الأنظمة الاستبدادية لم يعد خياراً مستداماً بعد مرور 15 عاماً على تلك الأحداث. وأكد أن شعوب المنطقة لا تزال تعاني من وطأة الاستبداد، وأن الإحباطات التي أشعلت الانتفاضات لا تزال قائمة.
السياسة الخارجية للولايات المتحدة أيضاً تشهد تطورات ملحوظة، حيث كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية أن واشنطن حذرت القادة الأوروبيين من مصادرة الأصول الروسية المجمدة واستخدامها لتمويل أوكرانيا، مما يعكس تحولاً في النهج تجاه الحرب.
من المتوقع أن تتخذ إسرائيل قراراً نهائياً بشأن إغلاق السفارة في أوسلو خلال الأسابيع القليلة القادمة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا القرار سيؤدي إلى مزيد من التصعيد في العلاقات، أم إلى محاولة لإيجاد حلول دبلوماسية. يبقى الوضع متقلباً، ويتطلب مراقبة دقيقة للتطورات المستقبلية، خاصةً في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.



