صحف عالمية: إسرائيل غير جاهزة للتصدي مجددا لصواريخ إيران

سلطت صحف دولية الضوء على التحديات التي تواجه إسرائيل في ظل التهديدات المتصاعدة من إيران، وعلى وجه الخصوص، مدى استعدادها لمواجهة أي هجوم صاروخي محتمل. وتناولت التقارير أيضًا الرؤى المختلفة حول مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء القتال الحالي. هذه التطورات تثير قلقًا متزايدًا بشأن الأمن الإسرائيلي واستقراره الإقليمي.
وأفادت مصادر إخبارية متعددة بأن هناك تحذيرات متزايدة من مسؤولين وخبراء عسكريين حول انخفاض القدرة الدفاعية لإسرائيل في مواجهة الصواريخ الإيرانية. يأتي هذا التحذير في أعقاب استنزاف كبير للقدرات الصاروخية الإسرائيلية والأمريكية خلال التصدي لهجمات حماس في الأشهر الأخيرة.
تحديات الجاهزية العسكرية والأمن الإسرائيلي
تشير التقارير إلى أن مخزونات الصواريخ الاعتراضية، مثل “القبة الحديدية”، قد انخفضت بشكل ملحوظ، مما يجعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر في حال نشوب صراع أوسع مع إيران. إنتاج هذه الصواريخ معقد ويتطلب وقتًا طويلاً، مما يزيد من صعوبة تعويض النقص بسرعة.
وفقًا لتحليلات، قد تكون إيران قد أعادت بناء قدراتها الصاروخية بعد فترة من التباطؤ، الأمر الذي يعزز التهديد على إسرائيل. ويعتقد البعض أن إيران قد تستخدم هذه القدرات لردع أي تحرك إسرائيلي ضد برنامجها النووي أو ضد حلفائها في المنطقة.
نقص الذخيرة وتأثيره المحتمل
صعوبة الحصول على الذخيرة اللازمة لتشغيل منظومات الدفاع الصاروخي تثير تساؤلات حول القدرة الفعلية لإسرائيل على حماية مدنييها في حال تصعيد الموقف. يتطلب هذا الأمر إعادة تقييم للاستراتيجيات الدفاعية والبحث عن حلول بديلة، بما في ذلك التعاون العسكري مع دول أخرى.
رؤى أمريكية لمستقبل قطاع غزة
في سياق آخر، كشفت مصادر إعلامية أمريكية عن خطط الرئيس السابق دونالد ترامب لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة السلام في قطاع غزة. تتمحور هذه الخطة حول إنشاء “قوة استقرار دولية” تتولى مسؤولية الأمن والإدارة في القطاع، بهدف تقليل التدخل العسكري المباشر للولايات المتحدة مع الحفاظ على نفوذها السياسي.
تهدف الخطة إلى تحويل الدور الأمريكي من قوة عسكرية مباشرة إلى قوة قيادية ضمن تحالف دولي أوسع، يتشارك في مسؤولية الأمن في غزة. وتعتبر هذه الرؤية امتدادًا لجهود إدارة ترامب السابقة لترتيبات أمنية إقليمية تضمن المصالح الأمريكية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن تنفيذ هذه الخطة يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل الوضع السياسي المعقد في إسرائيل وفلسطين. التقارير تشير إلى أن التفاؤل بشأن استقرار غزة لا يزال محدودًا على الرغم من صمود اتفاق وقف إطلاق النار الحالي.
مجلة “فورين بوليسي” قدمت تقييمًا متشائمًا لمستقبل القطاع، معتبرة أن السيناريو الأكثر تفاؤلاً يتطلب صعود حكومة إسرائيلية معتدلة قادرة على تبني نهج براغماتي تجاه الفلسطينيين. لكن هذا الاحتمال يبدو بعيد المنال في ظل تنامي التيارات المتشددة في المجتمع الإسرائيلي بعد أحداث 7 أكتوبر.
وحذرت المجلة من أن رحيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يفسح المجال لزعيم أكثر تطرفًا، خاصة وأن إسرائيل ترفض بشكل قاطع أي حلول سياسية شاملة مع الفلسطينيين. ويشكل هذا الرفض عقبة رئيسية أمام تحقيق أي تقدم دائم في عملية السلام.
من الجدير بالذكر أن الوضع في قطاع غزة لا يزال هشًا، وأن أي تطورات ميدانية أو سياسية قد تؤدي إلى تصعيد جديد للعنف.
في الأيام والأسابيع المقبلة، من المتوقع أن تتضح الصورة بشكل أكبر حول الرؤية الأمريكية لمستقبل غزة، ومدى استعداد إسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة. سيراقب المحللون عن كثب الانتخابات الإسرائيلية القادمة وأي تحركات جديدة من قبل إيران، بالإضافة إلى موقف الإدارة الأمريكية الحالية.





