شهدت الساحة الدولية تصاعدًا في الضغوط السياسية والأكاديمية على إسرائيل، بالتزامن مع استمرار الصراع في غزة وتداعياته الإقليمية. وتُظهر التقارير الصحفية تزايد الانتقادات الدولية لسلوك الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تحديات متنامية في العلاقات الدبلوماسية والأكاديمية. وتشير هذه التطورات إلى مرحلة جديدة من الضغوط على إسرائيل تتطلب تحليلاً دقيقًا.
وتواكب هذا المشهد تصعيدًا في التوترات على الجبهة اللبنانية، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية مع محاولات دبلوماسية جديدة تُبذل من خلال قنوات غير معلنة. ويبقى مستقبل هذه الصراعات وغيره من التحديات العالمية محور اهتمام المراقبين والمحللين.
تزايد المقاطعة الأكاديمية والتحقيقات في سلوك الجيش
أفادت صحيفة هآرتس بأن المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل في أوروبا لا تزال قائمة على الرغم من فترات الهدوء المؤقتة في غزة. ويبدو أن العديد من الجامعات الأوروبية لم تجدد تعاونها البحثي مع المؤسسات الإسرائيلية منذ بداية الصراع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما يشير إلى استمرار حالة عدم الرضا تجاه السياسات الإسرائيلية.
في الولايات المتحدة، أشارت تقارير ذات صلة إلى ما وصفته بـ “مقاطعة هادئة” أيضًا، مع تحذيرات من أن هذه العزلة الأكاديمية قد تؤثر سلبًا على مكانة إسرائيل الدولية على المدى الطويل. ويدعو تقرير صادر عن رابطة رؤساء الجامعات الإسرائيلية إلى وضع خطة لمواجهة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS).
وتزامنًا مع ذلك، سلطت صحيفة جيروزاليم بوست الضوء على تصاعد الانتقادات لسلوك الجيش الإسرائيلي في غزة. وتشمل هذه الانتقادات اتهامات بالقتل الجماعي والتدمير الواسع للبنية التحتية، واستخدام الجوع كسلاح، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق المحتجزين الفلسطينيين.
تحديات المساءلة والرقابة
ويرى المحللون أن مكانة الجيش داخل المجتمع الإسرائيلي غالبًا ما تعيق ممارسة الرقابة الصارمة، الأمر الذي يقوض الشفافية والمساءلة الديمقراطية. ويدعو البعض إلى إنشاء هيئة رقابية مستقلة تتمتع بصلاحيات كاملة للتحقيق في المزاعم الموجهة للجيش ومحاسبة المتورطين في أي انتهاكات.
صراعات داخلية في الحكومة الإسرائيلية
وبحسب ما ذكرت صحيفة الفايننشال تايمز، فقد أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قرارًا بوقف التعيينات في الجيش. ويعتبر هذا القرار بمثابة محاولة لتحميل قادة الجيش مسؤولية التداعيات الناتجة عن هجوم السابع من أكتوبر، مع إلقاء الضوء على الخلافات الداخلية داخل الحكومة الإسرائيلية.
وتواجه الحكومة اتهامات بالفشل في الاستعداد للهجوم، وتجاهل التحذيرات التي قدمها الجيش بشأن المخاطر المحتملة. ويعتقد البعض أن هذه الخطوة تهدف إلى تبرئة الحكومات المتعاقبة برئاسة بنيامين نتنياهو من المسؤولية. هذا الأمر يمثل تحديًا سياسيًا كبيرًا وقد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في النظام السياسي الإسرائيلي.
تطورات إقليمية ودولية
وفي لبنان، أشارت صحيفة ليبيراسيون إلى انتشار مشاعر الخوف والضغط بين سكان بيروت، خاصة في أعقاب الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي. ويخشى اللبنانيون من تصعيد جديد في الصراع، وتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، كشفت لوموند عن لقاءات سرية بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ورجل الأعمال الروسي كيريل ديمترييف، الذي يُقال إنه لعب دور الوسيط بين الكرملين والإدارة الأميركية. ويشير هذا التطور إلى مساعٍ دبلوماسية جديدة لحل الأزمة الأوكرانية، لكنها تثير تساؤلات حول مدى جدية هذه المساعي، وما إذا كانت ستؤدي إلى نتيجة ملموسة.
وعلى صعيد الهجرة العالمية، رصدت صحيفة الإيكونوميست تزايد الهجرة من دول مثل الهند نحو الدول الغربية. ويرجع ذلك إلى البحث عن فرص عمل أفضل، وتلقي التعليم العالي. ومع ذلك، فإن تشديد سياسات الهجرة في الغرب قد يعيق هذه الحركة، ويؤدي إلى بقاء الكفاءات في الهند.
من المتوقع أن تستمر الضغوط على إسرائيل على المستويات السياسية والأكاديمية والقانونية خلال الفترة المقبلة. كما تشير التطورات الأخيرة إلى أن مستقبل الصراع في غزة والمنطقة بشكل عام لا يزال غير واضح، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى حلول مستدامة. ويجب مراقبة تطورات الحرب في أوكرانيا، والمفاوضات الجارية لحلها بعناية، مع الأخذ في الاعتبار التداعيات المحتملة على النظام العالمي.
