صناعة سيارة “شاومي” في مصر من أبرز ما جاء في معرض “كايرو آي سي تي”

شهدت القاهرة انطلاق الدورة التاسعة والعشرين من معرض “كايرو آي سي تي” في السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في كل مكان”. يؤكد هذا الحدث على الاهتمام المتزايد في مصر بتقنية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الرقمية اللازمة لدعم الشركات والأفراد على حد سواء. ويهدف المعرض إلى استعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال الحيوي.
استضافت أرض المعرض مئات الشركات المحلية والعالمية الرائدة في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك شركات مثل “هواوي” و”شاومي”. كما شاركت مؤسسات حكومية رئيسية مثل البنك المركزي المصري ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى العديد من البنوك المصرية الأخرى، لعرض رؤيتها ومبادراتها الرقمية. ومن المتوقع أن يستمر المعرض لمدة أربعة أيام، ويشمل برنامجًا حافلاً بالمحاضرات وورش العمل التي يقدمها خبراء ومتخصصون في مختلف مجالات التكنولوجيا.
“شاومي” والتركيز على الصناعة المصرية ضمن فعاليات معرض الذكاء الاصطناعي
أقامت شركة “شاومي” جناحًا واسعًا في المعرض، عرضت فيه مجموعة متنوعة من منتجاتها، بدءًا من الأجهزة المنزلية الذكية مثل آلات صنع القهوة، وصولًا إلى الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وحتى السيارات الكهربائية. وقد حظيت سيارة “شاومي إس يو 7” الكهربائية باهتمام كبير من الزوار، حيث يُعد هذا الظهور هو الأول لها رسميًا في السوق المصرية.
ركزت “شاومي” خلال المعرض على مصانعها الجديدة في مصر، بما في ذلك مصنع مدينة السادس من أكتوبر المتخصص في تصنيع الأجهزة الذكية. وأكد مسؤولون في الشركة أن المصنع يقترب من تحقيق طاقته الإنتاجية الكاملة، مما يعزز من التزام “شاومي” بالاستثمار في السوق المحلية وتوفير فرص عمل جديدة.
وأضافوا أن إنتاج المصنع لا يقتصر على الهواتف الذكية فحسب، بل يشمل أيضًا أجهزة التلفزيون والملحقات الأخرى مثل الساعات الذكية ومكبرات الصوت والمكانس الآلية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مستقبل سيارات “شاومي” في السوق المصرية
تحدث مسؤولو جناح “شاومي” عن خططهم لإطلاق سيارة “إس يو 7” في السوق المصرية قريبًا، من خلال التعاون مع شركة “الصافي”، الوكيل الحصري لمنتجات “شاومي” في مصر. كما أشاروا إلى إمكانية بناء مصنع محلي لتجميع السيارة في منطقة العين السخنة الصناعية، بالشراكة مع شركة “النصر للسيارات”، بهدف تلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية وتصديرها إلى الأسواق العالمية.
دور التقنيات المالية في تطوير البنية التحتية الرقمية
شهد المعرض حضورًا قويًا للشركات المتخصصة في التكنولوجيا المالية (FinTech)، والتي عرضت حلولًا مبتكرة لتحسين الخدمات المصرفية والمالية في مصر. وتناولت المحاضرات والندوات مواضيع مثل التوسع في استخدام تقنيات الترميز التشفيري (Tokenization) لتسهيل عمليات الدفع والشراء، وكيف يمكن لهذه التقنيات أن تغير من طريقة تعامل الأفراد والشركات مع البنوك في المستقبل.
وقدم البنك المركزي المصري عرضًا لتطبيق “هوية” الجديد، الذي يهدف إلى توفير هوية رقمية موثوقة للمواطنين والشركات في مصر. ويُعد هذا التطبيق خطوة مهمة نحو التحول الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، شارك بنك “وان بنك” الرقمي، أول بنك رقمي متكامل في مصر، في المعرض لعرض خدماته ومنتجاته المبتكرة التي تعتمد على أحدث التقنيات الرقمية.
ومع تسارع وتيرة التحول الرقمي في مصر، يبرز دور المعرض في تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة وتوفير منصة لعرض أحدث الابتكارات التكنولوجية. ويتوقع أن تؤدي هذه الجهود إلى تطوير بنية تحتية رقمية قوية تدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
من المرجح أن تستمر المناقشات حول تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في مصر خلال الأشهر القادمة، مع توقع صدور قوانين ولوائح جديدة تحكم هذا المجال. وبالنظر إلى التطورات السريعة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فمن الضروري أن تظل مصر على اطلاع دائم بهذه التطورات وأن تسعى إلى تبني أفضل الممارسات لتسخير إمكانات هذه التكنولوجيا لتحقيق التنمية المستدامة.





