Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

صور أقمار صناعية تكشف حقيقة ما يجري في الفاشر

بينما انتشرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي حول “تعافي الفاشر” عاصمة ولاية شمال دارفور، وعودة الحياة إلى أسواقها بعد سيطرة قوات الدعم السريع، كشفت صور الأقمار الصناعية عن واقع مختلف تمامًا. هذا التناقض يثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات المتداولة ويؤكد أهمية الاعتماد على مصادر موثوقة لتقييم الوضع في الفاشر.

تحليل صور الأقمار الصناعية الحديثة، التي حصلت عليها وكالة سند للتحقق الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة، يظهر تغيرًا كبيرًا في النشاط المدني داخل المدينة، مقارنةً بفترتين زمنيتين رئيسيتين: ما قبل الحصار في مايو/أيار 2024، وبعد سيطرة قوات الدعم السريع في أكتوبر/تشرين الأول 2025. هذه المقارنة تكشف عن تراجع ملحوظ في الحركة التجارية والحياة اليومية.

غياب النشاط التجاري داخل الأسواق الرئيسية في الفاشر

تُظهر الصور الملتقطة في ديسمبر/كانون الأول 2025 أن الأسواق الرئيسية في الفاشر تشهد شبه انعدام للحركة التجارية. سوق الفاشر الكبير، على وجه الخصوص، يبدو خاليًا تمامًا من المركبات والباعة والتجمعات المدنية، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع الروايات التي تروج لعودة الحياة الطبيعية.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الصور إلى وجود أضرار في بعض المواقع التي تعرضت للقصف خلال فترة الحصار، مما يؤكد تأثير العمليات العسكرية على البنية التحتية المدنية. وتظهر هذه الأضرار بوضوح عند مقارنة الصور الحديثة بتلك التي التقطت في مايو/أيار 2024، والتي كانت تُظهر نشاطًا تجاريًا مكثفًا.

وكشفت صور الأقمار الصناعية عن حالة مماثلة في سوق أبو شوك، حيث غابت حركة السيارات والبسطات والتجمعات البشرية. كما لوحظ تغيير في ملامح الشوارع التجارية، بالإضافة إلى آثار الاستهداف في بعض المواقع التي قُصفت خلال فترة الحصار.

أما سوق المواشي، فقد بدا شبه خالٍ من حركة المواطنين والعاملين، مما يعكس توقفًا كاملاً للحركة التجارية في هذا القطاع الحيوي. هذا التوقف له آثار كبيرة على سبل عيش السكان المحليين والاقتصاد بشكل عام.

وبحسب التحليل الزمني لسلسلة الصور، فإن آخر نشاط سوقي كبير رُصد في الفاشر كان في مايو/أيار 2024، قبل أن تؤدي العمليات العسكرية والحصار الطويل وسقوط المدينة إلى تعطيل شبه كامل للحياة الاقتصادية. هذا يشير إلى أن الوضع قد تدهور بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.

رواية “عودة الحياة” إلى الفاشر على وسائل التواصل الاجتماعي

على منصة إكس، رصد اتجاه ملحوظ للحسابات التي تتبنى سردية موحدة تحت عنوان “عودة الحياة إلى الفاشر”، مستخدمة وسم “#الفاشر_تتعافى” بكثافة. هذه الحملة الإعلامية تهدف إلى تصوير الفاشر كمدينة استعادت الحياة الطبيعية بعد الأحداث الدامية.

ومع ذلك، كشف التحقق من طبيعة هذه الحسابات أن نسبة كبيرة منها أُنشئت حديثًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما يشير إلى نمط متكرر في الحملات المنسقة التي تهدف إلى تضخيم خطاب معين. هذا يثير الشكوك حول مدى أصالة هذه الحسابات وتأثيرها الحقيقي.

وكشفت البيانات التعريفية للحسابات، التي توفرها منصة إكس، أن معظمها لا يُسجل ضمن النطاق الجغرافي للسودان، على الرغم من تبنيها لهوية سودانية شكلاً ومحتوى. هذا يشير إلى أن هذه الحسابات قد تكون مديرة من خارج السودان.

بالإضافة إلى ذلك، لوحظ أن محتوى هذه الحسابات يكاد يكون متطابقًا في النصوص والصور ومقاطع الفيديو، مما يعزز الشكوك حول طبيعتها المنسقة. كما تعتمد هذه الحسابات على إعادة نشر المقاطع نفسها من حسابات متعددة، بالإضافة إلى استخدام حسابات بملفات شخصية شبه فارغة وبتفاعل منخفض.

تُظهر هذه الحملات الإعلامية اعتماد رسائل موحدة تركز على تصوير الفاشر كمدينة استعادت الحياة الطبيعية، في محاولة واضحة لإعادة صياغة الرواية العامة حول الوضع الميداني. هذا التلاعب بالمعلومات يمكن أن يؤثر على الرأي العام ويصعب جهود إيجاد حلول للأزمة.

من المتوقع أن تستمر وكالة سند في رصد الوضع في الفاشر وتحليل المعلومات المتوفرة، مع التركيز على التحقق من صحة التقارير المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي. سيتم نشر المزيد من التقارير والتحديثات في الأيام والأسابيع القادمة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه المدينة. من المهم متابعة هذه التطورات وتقييمها بشكل نقدي، مع الاعتماد على مصادر موثوقة وتجنب نشر المعلومات المضللة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى