فاز الفيلم المصري الفلسطيني “ضايل عنا عرض” بجائزتي الجمهور وأفضل إنتاج في مهرجان روما الدولي للأفلام الوثائقية، مسجلاً إنجازاً جديداً في مسيرته. الفيلم، الذي يوثق حياة فرقة سيرك غزة الحر في ظل الظروف القاسية التي تمر بها القطاع، حظي بإشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، مما يعكس أهمية الفيلم الوثائقي في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية. وقد أقيم المهرجان بين 3 و7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
جاء هذا التكريم بعد مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان تحت عنوان “وولد-دوك” (World-Doc)، حيث نافس عشرة أفلام أخرى من مختلف أنحاء العالم. ويعد هذا الفوز تأكيداً على قوة الرسالة التي يحملها الفيلم وقدرته على التواصل مع الجماهير على المستوى الدولي. كما حصد الفيلم مؤخراً جائزة الجمهور من مهرجان القاهرة السينمائي.
“ضايل عنا عرض”: قصة سيرك غزة الحر وقوة الأمل في الفيلم الوثائقي
الفيلم من إخراج مي سعد وأحمد الدنف، وهو التجربة الإخراجية الأولى لسعد. يروي الفيلم قصة فرقة سيرك غزة الحر، وكيف استمرت في تقديم عروضها رغم الدمار والإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة. ويُظهر الفيلم كيف تحولت هذه العروض إلى مصدر فرح وأمل للأطفال النازحين، الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية.
تبدأ أحداث الفيلم بعد أحداث أكتوبر 2023، حيث ينطلق الفنانون في جولات داخل القطاع لتقديم عروضهم في الملاجئ والمدارس التي تحولت إلى مأوى مؤقت للنازحين. ويصور الفيلم بصدق معاناة هؤلاء الأطفال، وكيف يجدون في عروض السيرك لحظات من السعادة والنسيان. أفلام وثائقية مثل “ضايل عنا عرض” تلعب دوراً هاماً في توثيق الأحداث التاريخية وتقديمها للجمهور بطريقة مؤثرة.
تأثير الفيلم على المشاهدين
الفيلم لا يقتصر على توثيق المعاناة، بل يسلط الضوء أيضاً على قوة الإرادة والصمود لدى أفراد فرقة السيرك. فهم يواصلون عملهم رغم المخاطر والتحديات، مؤمنين بأهمية إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال. وقد أثر الفيلم بشكل كبير على المشاهدين، الذين عبروا عن إعجابهم بقصته المؤثرة ورسالته الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الفيلم على دور الفن في مقاومة الظلم والاحتلال. فمن خلال عروضهم، يرفض الفنانون الاستسلام لليأس، ويؤكدون على حقهم في الحياة والكرامة. وهذا الجانب من الفيلم يجعله أكثر أهمية، خاصة في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة. الفيلم يمثل إضافة نوعية لـسينما وثائقية عربية.
الفيلم من إنتاج ريد ستار، وشارك في تصويره أحمد الدنف إلى جانب يوسف مشهراوي ومحمود مشهراوي. ويضم فريق العمل عدداً من الفنانين الموهوبين الذين بذلوا جهوداً كبيرة لإنجاح هذا العمل. وقد ساهمت خبرتهم ومهاراتهم في تقديم الفيلم بجودة عالية، مما ساعده على جذب انتباه الجمهور والنقاد.
الفيلم يضم في طياته شهادات مؤثرة من أفراد فرقة سيرك غزة الحر، بالإضافة إلى لقطات واقعية من عروضهم في قطاع غزة. ويستخدم الفيلم تقنيات تصوير متطورة لإبراز جمالية المشاهد وقوة الأحداث. كما يعتمد على موسيقى تصويرية مؤثرة تعزز من المشاعر التي يثيرها الفيلم.
من المتوقع أن يستمر عرض الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، وأن يحقق المزيد من النجاحات. كما من المحتمل أن يتم عرضه تجارياً في دور السينما في مصر وفلسطين ودول أخرى. ومع ذلك، فإن مصير الفيلم يعتمد على تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، وعلى قدرة الموزعين على إيجاد قنوات عرض مناسبة.
