طائرات إسرائيلية تحلق بعلو منخفض فوق القنيطرة بسوريا

استمرت الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية مع توغل قوات الاحتلال في مناطق متفرقة من القنيطرة ودرعا يوم الجمعة، الموافق 12 ديسمبر/كانون الأول 2025. وتأتي هذه التطورات في ظل جهود أمريكية مستمرة للوساطة بين إسرائيل وسوريا بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة، لكنها تشير إلى استمرار التوتر وعدم الالتزام بالدعوات إلى التهدئة. وتعتبر هذه التوغلات تصعيدًا للأحداث الجارية في الجولان السوري.
وذكرت قناة الإخبارية السورية أن قوة إسرائيلية مؤلفة من ثماني سيارات عسكرية توغلت في محافظة القنيطرة، انطلاقًا من نقطة العدنانية، واتجهت نحو قريتي أم العظام ورويحينة، مرورًا بقرى رسم الحلبي والمشيرفة وأم مباطنا. بالتزامن مع ذلك، حلقت طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض فوق القنيطرة، مما أثار قلقًا بين السكان المحليين. ووفقًا لمصادر إعلامية، فقد شهدت منطقة حوض اليرموك في درعا أيضًا توغلًا لقوات إسرائيلية في قرية العارضة.
تاريخ من التوغلات والاحتلال في الجولان السوري
هذه التوغلات ليست جديدة، حيث تحتل إسرائيل معظم مساحة الجولان منذ عام 1967. ومع اندلاع الأحداث في سوريا، استغلت إسرائيل الوضع لتوسيع نفوذها في المنطقة، واقتحمت المناطق العازلة واستولت على قمة جبل الشيخ، وأسقطت اتفاقية فض الاشتباك المبرمة عام 1974. وقد أدى ذلك إلى زيادة التوتر وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وقد شنت إسرائيل غارات جوية متكررة على الأراضي السورية، مستهدفةً مواقع عسكرية وأسلحة تابعة للجيش السوري، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. وتعتبر هذه الغارات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتزيد من تعقيد الوضع في سوريا.
الوساطة الأمريكية وجهود التهدئة
في الأشهر الماضية، عُقدت لقاءات مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين برعاية أمريكية، في محاولة للتوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المواقع التي احتلتها في الجولان، والعودة إلى حدود اتفاقية فض الاشتباك. وتشمل هذه الترتيبات أيضًا وقف الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السورية.
إلا أن هذه الجهود لم تحقق حتى الآن نتائج ملموسة، حيث تستمر إسرائيل في تنفيذ توغلاتها وغاراتها الجوية. وقد أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه إزاء هذه التطورات، وحث إسرائيل على الحفاظ على “حوار قوي وحقيقي” مع دمشق، وتجنب أي إجراءات قد تعرقل عملية تحقيق الاستقرار في سوريا. الوضع في سوريا لا يزال هشًا.
السيادة السورية تتعرض لانتهاكات مستمرة، وهو ما يثير قلقًا دوليًا. وتعتبر هذه الانتهاكات تحديًا للجهود المبذولة لحل الأزمة السورية، وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن هذه التوغلات تهدف إلى منع أي تهديد أمني لإسرائيل من الأراضي السورية.
في درعا، أفادت الإخبارية السورية باعتقال الشاب محمد القويدر خلال عملية مداهمة نفذتها قوات إسرائيلية في القرية الواقعة بالريف الغربي للمحافظة، وذلك أول أمس الأربعاء. وتأتي هذه الاعتقالات في سياق الجهود الإسرائيلية لتعطيل أي نشاط عسكري أو أمني قد يهدد مصالحها في المنطقة.
ومع ذلك، فإن هذه التوغلات والاعتقالات تزيد من حدة التوتر وتعمق الانقسامات في المجتمع السوري. وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وزيادة معاناة السكان المحليين.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في جهودها للوساطة بين إسرائيل وسوريا، في محاولة للتوصل إلى حل دائم يضمن الاستقرار في المنطقة. لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى استعداد الطرفين للتعاون والتنازل. ويجب مراقبة التطورات على الأرض، وردود الأفعال الإقليمية والدولية، لتقييم فرص تحقيق السلام في المنطقة الحدودية.





