طالب وفي يثير إعجاب اليمنيين ويزيد سخطهم على السلطات.. ماذا فعل؟

حظي مقطع فيديو متداول لطالب يمني يقدم معونة مادية لمعلمه السابق بطريقة ذكية باحتفاء واسع على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل ظروف اقتصادية قاسية يعيشها المعلمون اليمنيون بسبب الحرب الدائرة منذ سنوات.
وبدأت القصة بعد أن ظهر المعلم الذي يعيش في مدينة الحويطة مركز محافظة لحج جنوب اليمن، في مقطع فيديو، وهو يبيع الليم (الليمون) في أحد الشوارع، بعد أن أجبرته الظروف الصعبة والراتب المتدني على مزاولة هذه المهنة إلى جانب التدريس للقيام بواجباته الأساسية تجاه أسرته.
وقال المعلم في الفيديو إن راتبه الشهري البالغ 80 ألف ريال يمني، أي ما يعادل نحو 40 دولارا فقط بحسب سعر الصرف في مناطق الحكومة المعترف بها دوليا، وهو مبلغ لا يكفي لتلبية احتياجاته الأساسية وسط تدهور الوضع الاقتصادي.
وبعد انتشار الفيديو، بادر أحد طلاب المعلم السابقين ويدعى عبد الله الخليدي (أبو خالد) بتقديم مساعدة مالية له، لكن بطريقة ذكية حافظت على كرامته، حيث ظهر شخص في مقطع آخر وهو يسأل المعلم عن أقدم مدرسة في محافظة لحج.
وعندما أجاب المعلم بأنها “مدرسة المحسنية”، فاجأه الشاب بتقديم مبلغ 100 ألف ريال يمني كجائزة، موضحا أنها هدية من طالبه السابق عبد الله الخليدي، وهذا أدخل البهجة والسرور على قلب المعلم الذي ظهرت علامات الفرح والامتنان على وجهه.
احتفاء وأسف
ورصد برنامج شبكات بتاريخ (2025/3/11) جانبا من تفاعلات اليمنيين، ومنها ما كتبه ياسر: “لا يزال الخير في الشعب، ولكن لماذا هذه القيادات لا تحترم شعبها العظيم الطيب؟ نقول لكل القيادات إن الحساب آت لا محالة”.
وغرد أبو ريتال: “ما أجمل أن نرى التقدير والاحترام بين المعلم وطلابه، حتى في أصعب الظروف. لكن مؤسف أن تكون هذه اللحظات الجميلة محاطة بواقع مؤلم من الفساد. يجب على دولتنا أن تدرك أهمية دعم التعليم والمعلمين، فهؤلاء هم من يبنون المستقبل”.
وكتب وسيم: “قهر وباطل أن ترى حال المعلم وصل إلى هذا المستوى.. من نحاسب ومن نكلم عما يحدث للشعب”.
في المقابل، قال علي أحمد: “ما دام وضع المعلم على هذا الحال والله ثم والله إنها لن تتطور البلاد ولن نعيش الأمن والأمان وسنبقى في المستنقع”.
ويعتبر المعلمون من أكثر الفئات تضررا من الأزمة الاقتصادية، إذ اضطر العديد منهم للبحث عن مصادر دخل إضافية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، رغم الدور المحوري الذي يلعبونه في بناء أجيال المستقبل وتنمية المجتمع.
وفيما يسلط هذا المقطع الضوء على معاناة المعلمين في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، تشير التقارير المحلية إلى أن الوضع أكثر سوءا في مناطق سيطرة أنصار الله (الحوثيين)، حيث لم يستلم نحو 200 ألف معلم رواتبهم منذ قرابة 8 سنوات.