عريضة لجماعات الهيكل تطالب بحرية اقتحام الأقصى في “يوم القدس” العبري

بعد 3 أيام من إطلاقها إلكترونيا، تمكّنت جماعات الهيكل المتطرفة من جمع أكثر من 700 توقيع على عريضة، تطالب فيها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بفتح المسجد الأقصى أمام اقتحاماتهم لمدة 24 ساعة للاحتفال بـ”يوم القدس” العبري في رحابه.
وحملت العريضة عنوان “الهجرة والعبادة الكاملة لليهود في جبل الهيكل (التسمية التوراتية للمسجد الأقصى) من المساء إلى المساء”. وجاء في مقدمتها أن الموقعين عليها يتوجهون لبن غفير بطلب عاجل ومهم استعدادا ليوم القدس، وهو “فتح الجبل لليهود طوال ساعات العطلة”، التي ستبدأ مع غروب شمس يوم الأحد الموافق 25 مايو/أيار المقبل، وتنتهي مع غروب شمس اليوم التالي.
وتطالب الجماعات المتطرفة بن غفير في العريضة بـ”السماح بحرية العبادة الكاملة، بما في ذلك إدخال الأدوات المقدسة مثل السيدور (كتاب الصلوات اليهودية)، والطاليت (شال يرتديه اليهود أثناء الصلاة)، والتفلين (لفائف الصلاة السوداء)، وحتى مخطوطات التوراة تكريما ليوم تحرير الجبل والمعبد”.
عبادة يهودية دون قيود
وأضاف الموقّعون أنه “لا يُعقل في اليوم الذي يعود فيه شعب إسرائيل إلى جبل الهيكل، أقدس ما لدى الشعب اليهودي، أن تكون الحقوق مقيدة هناك، في حين يتمتع المسلمون بالحرية الكاملة على الجبل حتى في أعيادهم”.
وأشارت منظمات الهيكل في رسالتها لبن غفير إلى أن “يوم القدس ليس مجرد عطلة وطنية بل هو يوم تحقيق السيادة اليهودية في مكان الهيكل”.
وأنه كوزير للأمن القومي “وكشخص يعزّ جبل الهيكل على قلبه فإننا نمسك بيديك من أجل ضمان حرية العبادة اليهودية الكاملة على جبل الهيكل ولو ليوم واحد في السنة فقط”.
وأيّد العريضة -التي أُطلقت لجمع ألف توقيع- مئتا حاخام وردت أسماؤهم في قائمة الرسالة التي وُجّهت لبن غفير.
مع انتهاء أقسى موسم للاقتحامات، الخميس الماضي، استأنف المستوطنون، صباح اليوم الأحد، اقتحامهم للمسجد الأقصى، حيث تتواصل الاقتحامات يوميا منذ عام 2003، باستثناء يومي الجمعة السبت، واستثناءات أخرى.
ووفق رصد شبكة “القدس البوصلة” فإن شهر مايو/أيار المقبل سيحمل في طياته مناسبات… pic.twitter.com/nYwLI2sLkA
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) April 20, 2025
مناسبة لاستباحة الأقصى
وبالعودة إلى هذه المناسبة من العام الماضي؛ فإن 1601 من المتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى خلالها، ونجحوا في تسجيل عدد من الانتهاكات داخل ساحات أولى القبلتين، أبرزها ارتداء لفائف الصلاة السوداء (التفلين)، وترديد النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتيكفا)، والتلويح بالأعلام الإسرائيلية، وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل، واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل، ويمثّل هذا أقصى درجات الخضوع)، بالإضافة لارتداء قمصان كُتب عليها “جبل الهيكل بأيدينا”.
وفي عام 2023 اقتحم المسجد الأقصى في هذا اليوم 1262 متطرفا ومتطرفة وفقا لإحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية، وقبيل حلول المناسبة دعت زوجة الوزير بن غفير “إيلا” آنذاك إلى المشاركة في اقتحام الأقصى، وقالت إنها تنتظر بشوق مشهد الطوابير والأعداد الغفيرة التي ستتوافد للاقتحام، ولرفع الأعلام داخل المسجد.
كما اقتحم المسجد في حينه عدد من أعضاء الكنيست وأدوا النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتيكفا)، ورفع أحد المتطرفين العلم الإسرائيلي، وتعمّد آخرون اقتحامه بالزي العسكري.
ترجمة العاصمة: جماعات المستوطنين تنشر دعوات لرفع علم الاحتلال داخل المسجد الأقصى في ذكرى احتلال شرق القدس pic.twitter.com/BUzLFezvos
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) April 24, 2025
مطلب جديد قديم
يُذكر أن هذه ليست المرّة الأولى التي تطالب فيها الجماعات المتطرفة بفتح الأقصى مساءً أمام اقتحاماتهم في هذه المناسبة، ففي عام 2023 قدمت طلبا لتمكينها من إدخال مسيرة الأعلام -التي تصل إلى البلدة القديمة قبيل غروب الشمس- إلى المسجد عبر باب الأسباط.
وقالت حينها إن العدد المطلوب للمشاركة في مسيرة الأعلام داخل الأقصى هو 7500 متطرف سيقتحمونه لقرع الطبول والرقص بالأعلام، وهو المطلب الذي فشلوا في تحقيقه آنذاك، ويعيدون إحياءه اليوم بعريضة تحمل ألف توقيع.
ويُعدُّ يوم “القدس” أو “توحيد القدس” “عيدا وطنيا” لإحياء ذكرى استكمال سيطرة إسرائيل على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب يونيو/حزيران عام 1967.

استباحة للأقصى وسجن للمقدسيين
وتُعَد “مسيرة رقصة الأعلام” الاحتفالية الأبرز في هذا اليوم، وتنطلق سنويا من مكان التجمع المتفق عليه غربي القدس بمشاركة عشرات الآلاف، وتمر من بابين من أبواب البلدة القديمة هما باب الخليل والجديد، ثم تصل إلى باب العمود، حيث تواجه المسيرة احتجاجات فلسطينية رغم كل الحواجز التي تنصبها الشرطة في محيطه.
ويتأثر سنويا بالاحتفالية الأبرز “رقصة الأعلام” نحو 40 ألف مقدسي يعيشون داخل أسوار البلدة القديمة، حيث تمنعهم الشرطة من التحرك من وإلى منازلهم، وتجبر التجار على إغلاق أبواب محالهم التجارية بعد عسكرة المدينة ونشر آلاف القوّات لتأمين احتفالات المستوطنين بالقدس في هذا اليوم.