Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

علاج كهربائي بجزيئات نانوية يفتح باب الأمل لمرضى أورام الدماغ.. ما التفاصيل؟

في تطور طبي واعد، كشف باحثون سويديون عن تقنية علاجية جديدة تعتمد على الجسيمات النانوية لعلاج الورم الأرومي الدبقي، وهو أحد أكثر أنواع أورام الدماغ عدوانية وصعوبة في العلاج. هذه التقنية المبتكرة قد تمثل نقلة نوعية في التعامل مع هذا المرض الذي يفتقر إلى خيارات علاجية فعالة.

النتائج، التي نشرت في دورية “نيتشر كومينيكيشنز”، تظهر أن هذه الجسيمات النانوية القابلة للحقن تعمل كأقطاب كهربائية مرنة، مما يسمح بتوصيل العلاج الكهربائي مباشرة إلى منطقة الورم دون الحاجة إلى جراحة تقليدية.

تحديات علاج الورم الأرومي الدبقي

يُعد الورم الأرومي الدبقي من بين أصعب أنواع السرطان علاجاً، حيث يبلغ متوسط ​​البقاء على قيد الحياة للمرضى حوالي 15 شهراً فقط، حتى مع استخدام أحدث العلاجات. يعزى ذلك إلى طبيعة الورم المتجذرة بعمق في أنسجة الدماغ، بالإضافة إلى قدرته على التكيف وتطوير مقاومة للعلاج.

علاوة على ذلك، فإن التنوع الجيني الكبير داخل الورم الأرومي الدبقي يجعل من الصعب تطوير علاجات تستهدف جميع الخلايا السرطانية بشكل فعال. الخيارات العلاجية الحالية، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي، غالباً ما تكون غير كافية للسيطرة على نمو الورم على المدى الطويل.

كيف تعمل التقنية الجديدة؟

يعتمد العلاج الكهربائي التقليدي على استخدام نبضات كهربائية عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. ومع ذلك، يتطلب تطبيق هذه التقنية داخل الدماغ إجراء عملية جراحية لزرع أقطاب كهربائية صلبة، وهو ما يحمل مخاطر كبيرة ويحد من عدد المرضى المؤهلين لهذا العلاج.

الفكرة التي توصل إليها الباحثون في جامعة لوند، بقيادة يوهان بنغسون، هي استبدال الأقطاب المعدنية الصلبة بجسيمات نانوية يمكن حقنها مباشرة في الدماغ. هذه الجسيمات النانوية، التي تم تطويرها سابقاً من قبل فريق بحثي بقيادة روجر أولسون وأميت سينغ ياداف ومارتن هيوت، قادرة على تكوين مواد هلامية موصلة للكهرباء.

حقن الجسيمات النانوية وتأثيرها

يتم حقن هذه الجسيمات النانوية بإبرة دقيقة في التجويف المتبقي بعد استئصال الورم. تتجمع الجسيمات لتشكيل شبكة موصلة تسمح بإرسال نبضات كهربائية دقيقة تستهدف الخلايا السرطانية المتبقية، خاصة تلك الموجودة على أطراف الورم – وهي المنطقة التي غالباً ما يكون فيها الورم أكثر نشاطاً.

الأمر المثير للاهتمام هو أن هذه الجسيمات النانوية تتحلل تلقائياً بعد انتهاء العلاج، مما يلغي الحاجة إلى إجراء عملية جراحية إضافية لإزالتها. كما أظهرت التجارب أن الدماغ يتقبل هذه الجسيمات بشكل جيد دون آثار جانبية كبيرة.

نتائج واعدة في التجارب قبل السريرية

أظهرت التجارب التي أجريت على الحيوانات نتائج مبشرة، حيث اختفت الأورام في بعض الحالات خلال ثلاثة أيام فقط، مع استجابة مناعية قوية. يصف الباحث الرئيسي، أميت سينغ ياداف، التقنية بأنها “مزيج بين تدمير مباشر للورم وتحفيز مناعي فعال”، مما قد يمثل خطوة كبيرة نحو علاج أكثر فعالية لهذا النوع من السرطان.

علاج أورام الدماغ يمثل تحدياً كبيراً، وهذه التقنية الجديدة تقدم أملاً جديداً للمرضى.

الخطوات التالية والتحديات المستقبلية

على الرغم من هذه النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولية. يتطلب الأمر إجراء المزيد من التجارب على نطاق أوسع، بما في ذلك التجارب على أورام أكبر، قبل التفكير في اختبارها على البشر. من الضروري أيضاً تقييم سلامة وفعالية هذه التقنية على المدى الطويل.

ومع ذلك، يظل العلماء متفائلين بأن هذا النهج الجديد قد يغير قواعد اللعبة في علاج أورام الدماغ، ويفتح الباب أمام خيارات علاجية أكثر فعالية وأقل تدخلاً للمرضى الذين يعانون من هذا المرض الخطير. من المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية الأولية خلال العامين القادمين، مع التركيز على تقييم سلامة التقنية وتحديد الجرعة المثلى.

السرطان بشكل عام، لا يزال مجالاً للبحث المكثف، والتقدم في تقنيات العلاج مثل هذه يمثل خطوة مهمة نحو تحسين فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى