“على العالم أن يتدخل”.. منصات التواصل تتفاعل مع أطفال غزة المجوّعين

واصل ناشطو مواقع التواصل الحديث عن أزمة سوء التغذية التي يعانيها الأطفال في قطاع غزة، وأعربوا عن تعاطفهم مع الآباء الذين لم يعودوا قادرين على إطعام أطفالهم أو إنقاذهم من الموت.
فالأطفال في غزة محرومون من الطعام ومحاطون بالجوع، ولا يملك الآباء تقديم شيء لهم بسبب الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وقد تناولت حلقة 2025/8/7 من برنامج “شبكات”، حالة إبراهيم النجار، وهو من سكان مخيم جباليا، والذي يبذل ما في وسعه لتوفير ما يبقي أطفاله على قيد الحياة.
وفي مارس/آذار الماضي، فقد إبراهيم ابنه نعيم، البالغ من العمر 5 سنوات، بسبب الجوع وسوء التغذية، وهو يعيش اليوم الخوف نفسه مع ابنه عمار، الذي برزت عظامه وتضاءل جسده حتى أصبح في نصف حجمه الطبيعي.
وتحدثت والدة عمار بألم عن تدهور صحة ابنها، قائلة إنها تبذل ما بوسعها لتأمين ما يسد رمقه، لكن الجوع أقوى من قدرتها.
ووفق السيدة، فقد كان عمار يقضي ما بين 15 إلى 20 يوما في الشهر دون حليب، وكانوا يذهبون للحصول على محلول محصن من أي مستشفى، فينتظرون ساعات بينما ابنهم جائع.
وبرزت عظام القفص الصدري للطفل بسبب الجوع ولم يكن يحصل على مياه الشرب لأيام وأحيانا كان يشرب مياها ملوثة حتى لا يموت عطشا.
وتشير بيانات التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، يعاني جميع سكان قطاع غزة -أي نحو مليوني شخص- من انعدام أمن غذائي حاد بنسبة 100%.
كما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن استهلاك الغذاء في قطاع غزة انخفض بنسبة 81% مقارنة بشهر أبريل الماضي، مما يعكس التدهور الحاد في الوضع الإنساني.
على العالم أن يتدخل
وعلى مواقع التواصل، واصل ناشطون انتقاد وصول الوضع إلى هذه الدرجة من تجويع الأطفال وعجز الآباء والأمهات عن إنقاذ أطفالهم، فضلا عن عجز المستشفيات عن تقديم أي مساعدة بسبب الحصار.
فقد كتب فراس: “إن سوء التغذية التي يعاني منها أطفال غزة بسبب الحرب الدائرة فيها، أدى لخلق وضع صحي مزرٍ”، داعيا العالم أجمع “لمساعدة أطفال غزة الذين لا حول لهم ولا قوة”.
كما كتبت أم محمود: “حتى أخذ الطفل عمار إلى المشفى قد يكون ليس له جدوى، فالمشافي تعاني أيضا من العجز في الدواء والعلاج”، مضيفة “يجب إخراجه إلى خارج القطاع”.
أما خالد صافي، فكتب “وأنت تخرج صباحا إلى عملك، تطوي الأرض بحثا عن رزق كريم لأولادك، تذكّر أن في غزة آباء لا يبحثون عن الرزق، بل عن بقايا حياة”.
وأخيرا، كتاب حساب يدعى “المزاج”: “صرخة وجع تهز الضمير! بينما نلهث وراء رزقنا، آباء غزة يبحثون بين الأنقاض عن بصيص أمل، يصارعون الموت لأجل كسرة خبز”، مضيفا “إسرائيل، بدمارها المتعمد، حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق!”.
وقال “أوتشا” في بيان إن نحو 9 أسر من كل 10 اضطرت للجوء إلى وسائل بالغة القسوة لتأمين غذائها، من بينها تعريض أفرادها للخطر أثناء البحث عن الطعام أو اللجوء إلى النبش في القمامة.
وفي مشهد يلخص عمق المأساة في غزة، وثق مقطع مصور حوارا مؤلما بين الطفلة “ريما” ووالدها، تطلب فيه منه الذهاب لجلب المساعدات رغم إدراكها أن من يذهب قد لا يعود حيا.
7/8/2025–|آخر تحديث: 19:52 (توقيت مكة)