على درب الشيخة حسينة.. متهمان بقتل ناشط بنغالي بارز يفران إلى الهند

:
أعلنت الشرطة البنغالية اليوم الأحد أن المشتبه بهما في قتل شريف عثمان هادي، القيادي الطلابي البارز، قد فرّا إلى الهند. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه بنغلاديش احتجاجات واسعة النطاق على خلفية مقتل هادي، مما يزيد من التوتر في العلاقات بين بنغلاديش وجارتها الهند. وتعتبر قضية قتل شريف عثمان هادي من القضايا الحساسة التي تثير جدلاً سياسياً واسعاً.
وكان شريف عثمان هادي، المعروف بانتقاداته العلنية للسياسات الهندية ودوره في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها بنغلاديش العام الماضي، قد تعرض لإطلاق نار في داكا في أوائل ديسمبر/كانون الأول الحالي. توفي هادي متأثراً بجروحه في مستشفى في سنغافورة، مما أدى إلى تصعيد الغضب الشعبي وتجديد الدعوات للمحاسبة.
تطورات التحقيق في قضية القتل
أكد المسؤول في شرطة داكا الكبرى، نذر الإسلام، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عملية القتل كانت مدبرة بعناية. وأضاف أن الشرطة تمكنت من تحديد هوية المشتبه بهما الرئيسيين، وهما فيصل كريم مسعود وعلمجير شيخ، اللذين غادرا بنغلاديش عبر معبر هالواغات الحدودي باتجاه الهند بعد وقت قصير من الهجوم.
التعاون الأمني بين بنغلاديش والهند
وبحسب بيان الشرطة، فقد استقبل شخصان هنديان المشتبه بهما على الجانب الهندي من الحدود، ورافقاهما إلى ولاية ميغالايا في شمال شرق الهند، قبل تسليمهما إلى شريكين آخرين. تجري حالياً اتصالات وثيقة بين السلطات البنغالية والهندية لتحديد هوية هؤلاء الشركاء وتوقيفهم.
أفادت الشرطة البنغالية بأنها على تواصل مع نظرائها في ميغالايا، الذين أكدوا توقيف مواطنين هنود اثنين يشتبه في تورطهم في تسهيل هروب المتهمين. ومع ذلك، لم تصدر تأكيدات رسمية من الشرطة الهندية حتى الآن.
في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الهندية ما وصفته بـ”الروايات الكاذبة” التي تتهم نيودلهي بالضلوع في مقتل شريف عثمان هادي. وأكدت الوزارة في بيان لها أن الهند تحترم سيادة بنغلاديش وتلتزم بالتعاون في التحقيقات، لكنها ترفض أي محاولة لربطها بالجريمة.
تدهور العلاقات البنغالية الهندية
يأتي هذا الحادث في ظل توترات قائمة بين بنغلاديش والهند، خاصةً بعد فرار رئيسة الوزراء البنغالية المعزولة، الشيخة حسينة، إلى الهند في أغسطس/آب 2024 عقب الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية. وتعتبر الهند ملاذاً آمناً للعديد من المعارضين السياسيين البنغاليين.
وتدرس الهند حالياً طلبات داكا لتسليم الشيخة حسينة، التي حُكم عليها بالإعدام غيابياً بتهمة التحريض على العنف وتدبير حملة قمع ضد المتظاهرين. العلاقات الثنائية بين البلدين معقدة وتشمل قضايا تتعلق باللاجئين، والهجرة غير الشرعية، والتعاون الاقتصادي.
أدت الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت مقتل شريف عثمان هادي إلى إحراق عدد من المباني، بما في ذلك مقران لصحيفتين كبيرتين تعتبران مقربتين من الهند، ومؤسسة ثقافية بارزة. هذه الأحداث زادت من حدة الانتقادات الموجهة للحكومة الانتقالية في بنغلاديش، والتي تواجه ضغوطاً متزايدة لتوقيف قتلة هادي وتقديمهم للعدالة.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في قضية القتل على قدم وساق، مع التركيز على كشف ملابسات الجريمة وتحديد جميع المتورطين فيها. كما من المحتمل أن تشهد العلاقات البنغالية الهندية مزيداً من التوتر في الفترة القادمة، خاصةً إذا لم يتم التوصل إلى حلول مرضية للطرفين فيما يتعلق بقضية الشيخة حسينة وقضية مقتل هادي. يجب متابعة ردود فعل الحكومة البنغالية على تطورات التحقيق، بالإضافة إلى أي تصريحات رسمية تصدر عن الجانب الهندي.





