عمال متحف اللوفر يصوتون بالإجماع لتمديد الإضراب

صوّت العاملون في متحف اللوفر في باريس بالإجماع لتمديد الإضراب، مما يعطل عمل المتحف الأكثر زيارة في العالم. ويأتي هذا القرار بعد أيام من بدء الاحتجاجات بسبب ظروف العمل المتدهورة، ونقص الموظفين، والضغوط المتزايدة على الإدارة. يؤثر هذا الإضراب على حركة السياحة ويزيد من التدقيق في إدارة أحد أهم المعالم الثقافية في فرنسا، ويطرح تساؤلات حول مستقبل متحف اللوفر.
بدأ الإضراب في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتصاعدت حدته بعد اجتماع عام صباح الأربعاء، حيث أيد جميع العاملين تمديده. أعلن المتحف عن إعادة فتح جزئي لأبوابه، لكنه أكد أن بعض الأقسام ستظل مغلقة للزوار. تأتي هذه الخطوة في محاولة لتقليل تعطيل تجربة الزوار، مع الاعتراف باستمرار الاحتجاجات.
فتح جزئي لـ متحف اللوفر وسط استمرار الإضراب
اصطف الزوار الذين يحملون تذاكر خارج المتحف في الصباح، في انتظار الدخول. أفاد ناطق باسم المتحف أن إعادة الفتح الجزئي تهدف إلى استقبال الزوار مع الحفاظ على سلامة الموظفين والتحف الفنية. ومع ذلك، أشار إلى أن الوصول إلى جميع أقسام المتحف لا يزال مقيدًا.
تعود جذور الإضراب إلى عدة عوامل، أبرزها نقص العمالة الذي يضغط على الموظفين الحاليين. بالإضافة إلى ذلك، يشتكي العاملون من تدهور البنية التحتية للمتحف والحاجة إلى صيانة عاجلة. كما أن الزيادة المقترحة في أسعار التذاكر للزوار من خارج أوروبا أثارت استياءً واسعًا.
أسباب الإضراب وتداعيات سرقة أكتوبر
تفاقمت الأوضاع بعد سرقة مجوهرات من المتحف في أكتوبر الماضي، مما كشف عن ثغرات أمنية كبيرة. أثار الحادث انتقادات واسعة النطاق وأدى إلى زيادة الضغط على إدارة المتحف لتحسين الإجراءات الأمنية. يرى العاملون أن نقص الموارد يساهم في هذه الثغرات الأمنية.
وفقًا للنقابات العمالية، فإن الإدارة لم تتخذ خطوات كافية لمعالجة هذه المشكلات. ويطالبون بزيادة عدد الموظفين وتحسين ظروف العمل والاستثمار في صيانة البنية التحتية. كما يعبرون عن قلقهم بشأن تأثير الزيادة في أسعار التذاكر على إمكانية الوصول إلى المتحف.
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت يشهد فيه قطاع السياحة في فرنسا انتعاشًا بعد جائحة كوفيد-19. يعتبر متحف اللوفر من أهم الوجهات السياحية في باريس، ويجذب ملايين الزوار سنويًا. لذلك، فإن أي تعطيل لعمله له تأثير كبير على الاقتصاد المحلي.
تعتبر قضية اللوفر جزءًا من اتجاه أوسع نطاقًا يتمثل في إضرابات العمال في فرنسا بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة. تتزايد المطالبات بتحسين الأجور وظروف العمل في مختلف القطاعات.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين إدارة المتحف والنقابات العمالية في الأيام القادمة. لم يتم تحديد موعد نهائي لإنهاء الإضراب حتى الآن، ويعتمد ذلك على مدى استجابة الإدارة لمطالب العمال. سيراقب الزوار وخبراء السياحة عن كثب تطورات الوضع، مع الأخذ في الاعتبار تأثيره المحتمل على حركة السياحة في باريس وسمعة المتحف.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تثير هذه القضية نقاشًا أوسع حول تمويل المتاحف ودورها في المجتمع. هل تحتاج المتاحف إلى زيادة الدعم الحكومي للحفاظ على بنيتها التحتية وتوفير تجربة جيدة للزوار؟ وهل يجب أن تكون الثقافة متاحة للجميع، بغض النظر عن قدرتهم على الدفع؟ هذه أسئلة مهمة يجب معالجتها في المستقبل.





