عندما يلتقي الكبار
في عالم السياسة والدبلوماسية، هناك لحظات لا تمر دون أن تترك بصمة عميقة على العلاقات الدولية، وعندما يجتمع قادة الدول الكبرى، لا تكون تلك الاجتماعات مجرد بروتوكولات أو مصالح آنية، بل هي فرص لخلق شراكات استراتيجية تكتب فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات الدولية، وذات تأثير فاعل في المتغيرات العالمية.
تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاؤه بالرئيس الأمريكي كلحظة محورية تجمع بين قادة من وزن ثقيل للنقاش حول المستقبل بكل أبعاده.
العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة ليست وليدة الأمس، فقد أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونمت وتطورت بمرور السنوات، وازدادت نضجاً وتوهجاً خلال العامين الأخيرين مدفوعة برؤية طموحة من الجانبين.
أصبحت جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية تعرف حق المعرفة بأن للإمارات وقيادتها الرشيدة الدور المهم إن لم يكن الأهم في قيادة الملفات المتشابكة إقليمياً ودولياً بفضل الحكمة والمعرفة وبعد النظر الذي يدير دفته «بو خالد» حفظه الله.
اليوم، تأتي هذه الزيارة لتضع الأساس لمزيد من التعاون، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية التي أصبحت تحتل مكانة متقدمة في أولويات البلدين، الإمارات التي تسير بخطى ثابتة كأسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، تسعى باستمرار لتوسيع علاقاتها التجارية والاستثمارية، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية كشريك استراتيجي أساسي.
خلال اللقاء بين الرئيسين، لن يكون الحوار حول الحاضر فقط، بل عن المستقبل وسبل تعزيز الاستثمارات المتبادلة.
ما يميز هذه الشراكة هو أنها ليست مجرد تبادل اقتصادي، لقد وضعت الإمارات نصب أعينها أن تكون رائدة في تبني التكنولوجيا المتقدمة، وقطعت أشواطاً كبيرة من خلال مبادرات مثل «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي». زيارة رئيس الدولة تفتح الباب على مصراعيه لمزيد من التعاون في جميع المجالات، لا سيما الاقتصادية، مما يعكس رؤية طموحة لكلا البلدين نحو مستقبل مشرق ومزدهر.