Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

غزة تستخدم الواقع الافتراضي لعلاج صدمات الأطفال

أطلقت فرق دعم تكنولوجي طبي في مدينة الزوايدة بقطاع غزة مبادرة مبتكرة تستخدم الواقع الافتراضي لمساعدة الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية نتيجة للحرب المستمرة. تهدف هذه المبادرة إلى توفير بيئة علاجية آمنة ومريحة للأطفال، بعيدًا عن مشاهد الدمار والقصف التي أصبحت جزءًا من حياتهم اليومية. وتسعى المبادرة إلى تخفيف آثار الصدمة النفسية وتعزيز قدرتهم على التكيف مع الظروف الصعبة.

بدأت المبادرة في نهاية نوفمبر 2025، وتستهدف في البداية الأطفال الأكثر تضررًا في مخيم الزوايدة. وتعتمد على توفير جلسات علاجية فردية باستخدام نظارات الواقع الافتراضي وبرامج مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم النفسية والجسدية. وتأتي هذه الخطوة في ظل نقص حاد في الخدمات الطبية والنفسية المتاحة في قطاع غزة.

الواقع الافتراضي كأداة علاجية للصدمات النفسية

تعتمد فكرة استخدام الواقع الافتراضي في العلاج النفسي على قدرة هذه التقنية على خلق بيئات محاكاة واقعية يمكن للأفراد التفاعل معها. وفقًا للخبراء، يمكن أن يساعد ذلك في إعادة معالجة الذكريات المؤلمة بطريقة آمنة ومسيطر عليها. يسمح الواقع الافتراضي للأطفال بالانتقال من مشاهد الحرب المدمرة إلى عوالم افتراضية هادئة ومريحة، مثل الحدائق والشواطئ والمدن الآمنة.

كيف تعمل الجلسات العلاجية؟

خلال الجلسة، يجلس الطفل داخل خيمة صغيرة ويرتدي نظارات الواقع الافتراضي ويمسك بعصا تحكم. يتم توجيه الطفل من قبل معالج نفسي متخصص، الذي يراقب ردود أفعاله ويقدم له الدعم والتوجيه. تستمر الجلسة عادةً ما بين 30 و 45 دقيقة، ويتم تكرارها عدة مرات حسب حاجة الطفل. البرامج المستخدمة مصممة خصيصًا للأطفال المتأثرين بصدمات الحرب، مع مراعاة حالتهم الجسدية والنفسية.

بالإضافة إلى ذلك، تركز البرامج على تعزيز المشاعر الإيجابية وتعليم الأطفال آليات التكيف مع التوتر والقلق. وتشمل هذه الآليات تمارين التنفس والاسترخاء والتخيل الإيجابي. يهدف العلاج إلى مساعدة الأطفال على إعادة بناء تصورات إيجابية عن العالم ومساعدتهم على التكيف مع واقعهم الجديد.

التحديات والإمكانيات المستقبلية للعلاج النفسي في غزة

تواجه المبادرة العديد من التحديات، بما في ذلك نقص الموارد المالية والبنية التحتية اللازمة لتوسيع نطاقها. كما أن الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يعيق وصول المعدات والمواد اللازمة لتشغيل هذه البرامج. ومع ذلك، يرى القائمون على المبادرة أنها خطوة مهمة نحو توفير الدعم النفسي للأطفال المتضررين من الحرب.

تأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه قطاع غزة تدهورًا كبيرًا في الخدمات الصحية والنفسية. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني أكثر من 80% من سكان غزة من مشاكل نفسية نتيجة للحرب والحصار. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 300 ألف طفل في غزة يعانون من صدمات نفسية حادة.

بالإضافة إلى الواقع الافتراضي، يتم استخدام أساليب علاجية أخرى في غزة، مثل العلاج بالفن والعلاج باللعب. ومع ذلك، فإن هذه الأساليب غالبًا ما تكون محدودة بسبب نقص الموارد والتدريب. تعتبر الصحة النفسية للأطفال من القضايا الهامة التي تتطلب اهتمامًا عاجلاً، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

من المتوقع أن يتم تقييم نتائج المبادرة في الأشهر القليلة القادمة لتحديد مدى فعاليتها وتحديد الخطوات التالية. ويأمل القائمون على المبادرة في الحصول على دعم إضافي من المنظمات الدولية والمحلية لتوسيع نطاقها وتوفير الدعم النفسي لعدد أكبر من الأطفال. وستعتمد الخطوات المستقبلية على توفر التمويل والقدرة على التغلب على التحديات اللوجستية والأمنية. من الضروري مراقبة تطورات الوضع الإنساني في غزة وتقييم الاحتياجات المتزايدة للسكان، وخاصة الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى