غزة مباشر.. استسلام عشرات المسلحين لحماس ونتنياهو يؤكد قرب انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق | أخبار

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق الهدنة المتفق عليها في قطاع غزة، وذلك في اليوم الـ59 من بدء وقف إطلاق النار. تزامن ذلك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بتسليم العشرات من المقاتلين المنتمين إلى فصائل عشائرية معارضة لحركة حماس أنفسهم للحركة في غزة خلال الـ48 ساعة الماضية. وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل الوضع الأمني في القطاع وعلاقة حماس بالفصائل الأخرى.
يأتي هذا في ظل جهود إقليمية ودولية مستمرة لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة بناء غزة بعد القصف الإسرائيلي المكثف الذي استمر لأكثر من شهرين. الوضع الإنساني في غزة لا يزال مأساوياً، مع نقص حاد في المساعدات والموارد الأساسية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي. ويسعى الوسطاء إلى تحقيق تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل كجزء من اتفاق دائم.
خرق الهدنة وتصاعد التوترات في غزة
أفادت مصادر فلسطينية، نقلت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عمليات توغل محدودة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بالإضافة إلى قيامها بأعمال مسح وتفتيش. هذه التحركات تعتبر انتهاكاً لـوقف إطلاق النار المتفق عليه بوساطة مصرية وقطرية، والذي دخل حيز التنفيذ في 21 مايو 2024. وتتهم حركة حماس إسرائيل بمواصلة حصار القطاع وتقييد حركة الأشخاص والبضائع.
تفاصيل عمليات التوغل الإسرائيلية
لم يصدر بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي يؤكد أو ينفي هذه العمليات. ومع ذلك، أفادت التقارير بأنها تركزت على المناطق الحدودية الشرقية لقطاع غزة، وأنها تأتي في إطار ما تسميه إسرائيل “الحفاظ على الأمن” ومنع إعادة تسليح حماس.
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية في غزة عن زيادة الإجراءات الأمنية في القطاع، وتأمين المواقع الحيوية، تحسباً لأي تصعيد. وتشير الوزارة إلى أن هذه الإجراءات تأتي بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
تسليم مسلّحين من الفصائل العشائرية لحماس
بالتزامن مع خروق الهدنة، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن معلومات تفيد بتسليم عشرات المقاتلين من الفصائل العشائرية المعارضة لحماس أنفسهم للحركة في غزة. ويأتي هذا التسليم، بحسب المصادر، في سياق محاولات حماس لفرض سيطرتها الأمنية الكاملة على القطاع.
الخلفية لهذه التطورات تعود إلى التوترات القائمة بين حماس والفصائل العشائرية في غزة، والتي اندلعت بشكل علني في الأشهر الأخيرة. وتتهم هذه الفصائل حماس بممارسة القمع والتمييز ضدها، وتقييد حريتها. الهدنة الحالية ربما توفر لحماس فرصة لتعزيز سلطتها في غزة.
من الجانب الفلسطيني، لم تصدر تصريحات رسمية حول أسباب تسليم هؤلاء المقاتلين أنفسهم. إلا أن بعض المراقبين يعتقدون أنهم فعلوا ذلك خوفاً من انتقام حماس، أو بسبب عدم قدرتهم على مواجهة قوتها. يؤكد محللون أن هذا التطور قد يساهم في ترسيخ سلطة حماس في القطاع وتقليل التحديات الأمنية التي تواجهها.
تداعيات تسليم المسلحين على المشهد الفلسطيني
قد يؤدي تسليم المسلحين إلى مزيد من الاستقطاب والانقسام في المجتمع الفلسطيني في غزة. كما أنه قد يثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان، خاصة إذا تعرض هؤلاء المقاتلون للتعذيب أو الاعتقال التعسفي. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا التطور إلى رد فعل من الفصائل العشائرية الأخرى، مما يزيد من خطر اندلاع صراع مسلح جديد.
في سياق منفصل، تتعثر جهود إعادة إعمار غزة بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال مواد البناء والمعدات اللازمة. وتدعو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى رفع هذه القيود بشكل كامل وفوري، لتمكين الفلسطينيين من إعادة بناء منازلهم ومرافقهم الحيوية. وتشكل الأزمة الإنسانية في غزة ضغطاً إضافياً على الهدنة الهشة.
صرح مسؤول رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية، طلب عدم الكشف عن اسمه، بأن السلطة تتابع عن كثب التطورات في غزة، وأنها على اتصال مع جميع الأطراف المعنية. وأضاف أن السلطة تدعو إلى الحفاظ على الهدنة، وإلى تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، باعتبارها ضرورية لضمان الاستقرار في القطاع وأمن المنطقة. وتعتبر قضية المصالحة الفلسطينية من القضايا المعلقة التي تعيق تحقيق السلام المستدام.
مستقبل الوضع في غزة لا يزال غامضاً وغير مؤكد. من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية والإقليمية والدولية لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومع ذلك، فإن التحديات كبيرة، وتتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف. يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً أكثر فاعلية في دعم هذه الجهود، والضغط على إسرائيل وحماس للالتزام باتفاق الهدنة، وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني.
الخطوة التالية المتوقعة هي اجتماع الرباعية الذي يضم مصر وقطر وإسرائيل وفلسطين، والذي من المقرر عقده في القاهرة خلال الأسبوع القادم. يهدف الاجتماع إلى بحث سبل تعزيز الهدنة، وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيق تبادل للأسرى، وإعادة إعمار غزة. ومع ذلك، لا يزال مصير هذا الاجتماع معلقاً بسبب التوترات المتزايدة وخرق الهدنة المستمر، مما يجعل التكهنات حول نتائجه أمراً صعباً.




