Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

شظايا التوتر في جنوب لبنان تطال «اليونيفيل»

في توقيت مريب، جاءت حادثتا الاعتداء على دوريات لقوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل»، في بلدتَي الطيبة وكفركلا الحدوديتين في جنوب لبنان، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لتعيد تسليط الضوء على دور هذه القوات، وتضيف عنصراً إضافياً على الأوضاع الحرجة في تلك المنطقة، خصوصاً في ظلّ الظروف والمواجهات الحربيّة والتوتر التي يشهدها الجنوب، وعليه، ارتفع منسوب تساؤل أوساط معارضة عما إذا كان هناك قرار ما للإجهاز على آخر «شواهد» وآثار ومعالم القرار الدولي 1701، المعلّق قسرياً منذ 8 أكتوبر الماضي، وذلك من بوّابة ممارسة التضييق على «اليونيفيل» لأهداف معينة، لن يكون أقلّها إطلاق رسائل مباشرة أو غير مباشرة، إلى إسرائيل والمجتمع الدولي، بجاهزيّة «حزب الله» لإنهاء كل مفاعيل الـ«1701» كوسيلة من وسائل المواجهات الميدانية الجارية.

ففي أقل من 24 ساعة، سُجلت حادثتا اعتداء على «اليونيفيل»: الأولى في بلدة الطيبة، حيث أفيد عن إشكال وقع بين «مجهولين» ودورية تابعة للكتيبة الإندونيسية، بعدما اعترض «المجهولون» الدورية وتهجموا عليها وأقدموا على تكسير زجاج الآلية، ما أدى إلى إصابة أحد عناصرها بجروح، فيما الثانية تمثلت بقيام مجموعة من الشبان باعتراض طريق دورية تابعة لـ«اليونيفيل» من الكتيبة الفرنسية أثناء مرورها في بلدة كفركلا، وأجبرتها على التراجع بعد ضرب آليتها بعصا حديدية، من دون وقوع إصابات. علماً أن «اليونيفيل» اعتبرت، في بيان أصدرته، أن الاعتداءات على من يخدمون قضية السلام «تشكّل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 والقانون اللبناني»، وطالبت السلطات اللبنانية بضرورة إجراء «تحقيق كامل وسريع، وتقديم الجناة إلى العدالة».

وفيما سارع «حزب الله» إلى تبرئة ساحته والتنصّل من أي مسؤولية في ارتكاب الحادثتين، فإن المواقف الداخلية التي صدرت في هذا الشأن توزعت بين حدّي اعتبار البعض أن ما حصل هو بمثابة مؤشر خطر إلى عودة الجنوب ساحة لتبادل الرسائل، ونظر البعض الآخر إلى ما حصل كـ«حادثة مستنكرة» مجردة من الخلفيات والأهداف، في حين أجمعت مصادر سياسية معارضة لـ«البيان» على أن المطلوب هو ردْع «حزب الله» تحديداً، الذي يقف دوماً في وجه القرارات الدوليّة ليقول: «أنا هنا.. والأمر لي»، والاعتراض بوضوح على تهويله على «اليونيفيل» وتوعّدها، أكان بالمباشر أو عبر الأهالي، فهل «تنتفض» الدولة لنفسها ولهيبتها وشرعيّتها؟

وفي خلاصة المشهد، وإلى حين انتهاء التحقيقات المرتبطة بهذا الشأن، لا تزال خيوط ما جرى معقودة على بلدتَي الطيبة وكفركلا، لكنها رسمت، مرة جديدة، خطوطاً حمراء مع أصحاب القبعات الزرق ووضعت الأهالي أمام عواقب ومسؤوليات. ذلك أن الأزمة أصبحت دولية، ومع قوات طوارئ غالباً ما تسيّر دورياتها بأمن وحسن سلوك، ولا تخرق قواعد الاشتباك إلا في حالات نادرة. وعليه، ارتفع منسوب المطالبة بتسليم كل من له صلة بهاتين الحادثتين فور تحديد هوياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى