قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إن الولايات المتحدة تسعى إلى ضم سوريا لجناحها ودمجها في النظام الإقليمي بقيادة واشنطن، في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأوضح الكاتب مارك لينش أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن أن الهدف الأساسي من الخطة هو منع عودة سوريا إلى محور إيران وجعلها موالية للولايات المتحدة، مما سيضعف طهران ويعزز نفوذ واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط.
ويأتي التحليل بعد رفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ثم زيارته البيت الأبيض، في خطوة اعتبرها لينش ذروة حملة دولية تهدف إلى إعادة تأهيل الشرع وإضفاء شرعية دولية على حكمه.
نقطة صدام حرجة
وبينما لا تزال إدارة ترامب حليفا وثيقا لإسرائيل، فإن الطموحات الإسرائيلية في سوريا باتت تتعارض بوضوح مع الأولويات الأميركية. وحذر لينش من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقترب من صدام مباشر مع أبرز داعميه الدوليين، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتوسيع وجودها العسكري في سوريا.
ويرى الكاتب أن الخطة الأميركية تستند إلى ركيزتين أساسيتين: الأولى قدرة الشرع على بناء دولة مستقرة، والثانية قبول إسرائيل بهذا الترتيب السياسي. وأشار إلى أن حوادث العنف في السويداء تمثل تهديدا مباشرا للركيزة الأولى.
تدخّل إسرائيلي
ولفت التحليل إلى أن إسرائيل استغلت هذه الفوضى لتوسيع نفوذها داخل سوريا من خلال شن غارات متكررة على ما وصفتها بـ”الأهداف المعادية”. واستخدمت إسرائيل ذريعة حماية الدروز في محاولة “واضحة” للتمهيد لاحتلال دائم.
من جهته، أبدى الشرع استعدادا للتعامل مع إسرائيل ما دامت الخطوة تخدم التنمية وجذب الاستثمارات. وبرر ذلك بأن الصدام المباشر مع تل أبيب لن يجلب سوى العقوبات والاضطرابات.
لكن التحليل أكد أن توقيع سوريا على اتفاقيات أبراهام يبدو بعيد المنال. ويعود ذلك إلى رفض الشعب السوري هذه الخطوة، ولأن حلفاء الشرع الإقليميين لا يدعمون هذا المسار.
وخلص الكاتب إلى أن الملف السوري سيظل نقطة توتر بين واشنطن وتل أبيب. ويعرقل موقف إسرائيل وتوسيع احتلالها الجنوب السوري أي اتفاقية أميركية سورية تهدف إلى تحقيق استقرار المنطقة.
ويبقى أن نراقب كيف ستتطور العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة في ظل هذه التحديات. كما سيكون من المهم متابعة ردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه التطورات.
