Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

“فيتامين C” يوفر درعًا وقائيًا للرئتين ضد تلوث الهواء

حذر علماء من خطورة التعرض لجزيئات الغبار الدقيقة PM2.5، وهي ملوثات هوائية دقيقة يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل. هذه الجزيئات قادرة على اختراق الرئتين بعمق والتسبب في مشاكل صحية خطيرة، حتى عند وجودها بتركيزات منخفضة. تأتي هذه التحذيرات في ظل تزايد القلق بشأن جودة الهواء وتأثيرها على الصحة العامة في العديد من الدول العربية.

أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة Science Direct أن جزيئات PM2.5 يمكن أن تتسبب في أضرار خلوية في الجهاز التنفسي خلال فترة زمنية قصيرة. وقد أجريت التجارب على الفئران، مما يشير إلى أن البشر قد يكونون عرضة لنفس المخاطر. تعتبر هذه النتائج مهمة بشكل خاص في المدن الكبرى التي تعاني من تلوث الهواء.

ما هي جزيئات الغبار الدقيقة PM2.5؟ ولماذا هي خطيرة؟

جزيئات PM2.5 هي نوع من التلوث الهوائي الناتج عن مصادر مختلفة، بما في ذلك احتراق الوقود الأحفوري، وعوادم السيارات، والعمليات الصناعية، وحرائق الغابات، والغبار. صغر حجمها يسمح لها بالدخول إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية تتجاوز الجهاز التنفسي.

مصادر تلوث الهواء بجزيئات PM2.5

تتنوع مصادر هذه الجزيئات، فبالإضافة إلى المصادر المذكورة أعلاه، تساهم الأنشطة الزراعية أيضًا في زيادة تركيزها في الهواء. كما أن العواصف الرملية والغبارية، الشائعة في منطقة الخليج العربي، ترفع مستويات PM2.5 بشكل كبير.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر جزيئات PM2.5 من أخطر الملوثات الهوائية بسبب قدرتها على التسبب في أمراض القلب والرئة والسرطان. التعرض طويل الأمد لهذه الجزيئات يمكن أن يقلل من متوسط العمر المتوقع.

تظهر الأبحاث أن هذه الجزيئات تزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.

تختلف مستويات PM2.5 بشكل كبير حسب الموقع والوقت من اليوم. عادة ما تكون المستويات أعلى في المناطق الحضرية خلال ساعات الذروة المرورية وفي الأيام التي تشهد ظروفًا جوية سيئة.

تراقب العديد من الدول العربية مستويات تلوث الهواء، بما في ذلك PM2.5، وتصدر تحذيرات صحية عند تجاوز المستويات الآمنة. تعتمد هذه التحذيرات عادةً على إرشادات منظمة الصحة العالمية.

تتخذ الحكومات أيضًا خطوات للحد من انبعاثات PM2.5، مثل تشجيع استخدام وسائل النقل العام، وتحسين كفاءة الطاقة، وفرض قيود على الانبعاثات الصناعية. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتحسين جودة الهواء.

بالإضافة إلى التأثيرات الصحية المباشرة، يمكن أن يكون لتلوث الهواء بجزيئات PM2.5 تأثيرات اقتصادية كبيرة. تشمل هذه التأثيرات زيادة تكاليف الرعاية الصحية، وفقدان الإنتاجية بسبب المرض، والأضرار التي تلحق بالمحاصيل الزراعية.

تعتبر جودة الهواء قضية عالمية تتطلب تعاونًا دوليًا. يجب على الدول تبادل المعلومات والخبرات وتنسيق جهودها للحد من تلوث الهواء وحماية صحة الإنسان. تلوث الجو (air pollution) هو تحدي إقليمي يتطلب حلولاً مشتركة.

أظهرت دراسة أخرى، نشرت في مجلة Atmospheric Environment، أن هناك علاقة بين مستويات PM2.5 وارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب أمراض القلب والرئة. ويرجع ذلك إلى أن هذه الجزيئات يمكن أن تسبب التهابًا في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

تعتبر مراقبة جودة الهواء (air quality monitoring) أمرًا بالغ الأهمية لتحديد المناطق الأكثر تضررًا واتخاذ الإجراءات اللازمة. تستخدم العديد من الدول العربية شبكات مراقبة متطورة لقياس مستويات PM2.5 والملوثات الأخرى.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن تزداد أهمية معالجة مشكلة تلوث الهواء، خاصة مع النمو السكاني والتوسع الحضري. من المرجح أن تستثمر الحكومات في تقنيات جديدة لمراقبة جودة الهواء والحد من الانبعاثات. كما أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم الآثار الصحية طويلة الأجل للتعرض لجزيئات PM2.5 بشكل كامل. من المتوقع صدور تقرير مفصل من وزارة البيئة حول خطط العمل المستقبلية بحلول نهاية الربع الأول من العام القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى