في جحيم «البرنابيو».. لامين يامال يدفع ثمن الغطرسة ويسقط مع برشلونة

لم تكن ليلة عادية في «سانتياغو برنابيو»، بل ليلة وُلدت فيها الدروس على طريقة القمم الكبرى. لامين يامال، جوهرة برشلونة وواحد من أبرز اكتشافات كرة القدم الأوروبية، وجد نفسه في مواجهة مع الحقيقة، بعدما تحوّل «الكلاسيكو» من فرصة لإثبات الذات إلى سقوط مدوٍّ أمام الغريم التاريخي ريال مدريد الذي حقق الفوز بنتيجة 2-1 في الجولة الجديدة من الدوري الإسباني.
تصفية حسابات فوق مدرجات «البرنابيو»
بثقة غير مسبوقة، ظهر يامال (18 عاماً) قبل المباراة عبر برنامج «Chup Chup Kings» الذي يقدّمه إيباي يانوس على هامش «دوري الملوك»، ليوجه اتهاماً صريحاً لريال مدريد قائلاً: «ريال مدريد يسرق ثم يشتكي» ويضيف متحدياً: «اللعب في البرنابيو ليس صعباً بالنسبة لبرشلونة.. آخر مرة سجلت هناك وفزنا برباعية».
تلك الكلمات انتشرت كالنار في الهشيم بين جماهير الملكي، التي لم تحتج إلى الكثير من العناء لتُحضّر «استقبال تصفية حسابات» فوق مدرجات «البرنابيو». فبمجرد ظهوره للإحماء، كانت الصافرات عاصفة لا تهدأ، والهتافات تُلاحقه من كل زاوية. بدا واضحاً أن الجماهير تعتبر نفسها جزءاً من المباراة، وجزءاً من الرد.
الضجيج اختفى.. والملعب لا يرحم
على أرضية الملعب، تلاشت كل عبارات التحدي التي قالها النجم الواعد. لم يقدّم يامال أي لمسة تُثبت أن غروره لم يكن بلا سند، لا مراوغات حاسمة، لا تهديد حقيقياً لمرمى كورتوا، لا بصمة في لحظة فارقة.
بقى اللاعب طيلة دقائق المواجهة باحثاً عن نفسه وسط تفوق مدريد الواضح وتراجع برشلونة الفني. وحصل يامال على تقييم 6.9/10 فقط وفق منصة «WhoScored»، وهو رقم يعكس واقعاً لا يمكن إنكاره: ليلة صعبة بكل تفاصيلها.
صحيفة «ماركا» تُعلّق بلهجة تحذير
الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار لم تُفوّت الفرصة لتحليل ما جرى، مؤكدة أن: «لامين أراد أن يكون بطلاً قبل المباراة، لكنه لم يكن كذلك فوق العشب». وأردفت: «الضجيج الذي أحدثه قبل الكلاسيكو كان أعلى بكثير مما قدمه في الملعب، وانتهى محاطاً بلاعبي ريال مدريد الذين لم ينسوا وصفهم باللصوص».
واعتبرت «ماركا» أن هذه الخسارة يجب أن تُكتب في سجل الدروس المبكرة: «يمتلك المقومات التي تؤهله ليكون الأفضل في العالم مستقبلاً، لكن إذا لم يضبط تصريحاته ويقلل غروره، فقد يتحول إلى لاعب مكروه.. عليه أن يتخذ من ميسي وتشافي وإنييستا قدوته، لا من يسيرون على نهج نيمار خارج الملعب».
الصحف الكتالونية تُدافع.. والجمهور منقسم
الإعلام الكتالوني تعامل بحذر؛ انتقد الأداء دون التطرق كثيراً إلى التصريحات، خوفاً من تحميل اللاعب الشاب مسؤولية أكبر من عمره. بينما انقسم جمهور برشلونة بين من يطالب بحمايته، ومن يرى أن «النضج قبل النجومية».
مفترق طرق في مسيرة اللاعب
«كلاسيكو البرنابيو» هذا لن يمر مرور الكرام على مسيرة يامال. هل كانت مجرد كبوة؟ أم ناقوس خطر حمل أول إشارة لسقوط صناعة نجم قبل نضوجه؟
الإجابة ستتجلى في ما هو قادم: طريقة تفكيره، وكيفية عودته، ومدى استيعابه لمعنى أن تتحول الكلمات إلى ألسنة لهب ارتدت إليه في ليلة عنوانها: «الملعب دائماً ينتصر».
أخبار ذات صلة





