اختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته السادسة والأربعين في 21 نوفمبر 2025، وسط حضور لافت ومشاركة واسعة من الفنانين والنقاد وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم. وقد لاقت فعاليات المهرجان تفاعلاً كبيراً، وبلغت ذروتها في حفل الختام الذي سلط الضوء على القضية الفلسطينية من خلال عرض صورة للطفلة هند رجب، مما أضفى بعداً إنسانياً وعاطفياً على الدورة الحالية للمهرجان. مهرجان القاهرة السينمائي عزز مكانته كمنصة هامة للسينما العربية والعالمية.
شهد حفل الختام إهداءً رمزياً لجوائز الأفلام الفائزة إلى روح الطفلة هند رجب، وتقديرًا لصلابة الشعب الفلسطيني. وقد أشاد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي بالرسالة الإنسانية التي يحملها الفيلم الفلسطيني الحائز على الجوائز، مؤكداً على دور السينما في تسليط الضوء على القضايا العادلة ونقل معاناة الشعوب.
“كان يا ما كان في غزة” أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي
حصد الفيلم الفلسطيني “كان يا ما كان في غزة” للمخرجين طرزان وعرب ناصر جائزة أفضل فيلم عربي طويل، وذلك تقديراً لقصته المؤثرة وتميزه الفني. وقد أعرب صناع الفيلم عن امتنانهم لهذه الجائزة، مؤكدين أنها تضفي قيمة إضافية على عملهم وتقديرًا لصمود الشعب الفلسطيني. الفيلم يركز على حياة الأطفال في غزة، ويثير تساؤلات حول مستقبلهم.
وفي كلمة استلام الجائزة، قال المؤلف عامر ناصر إن الفيلم يمثل غزة التي واجهت على مر التاريخ أشكالاً قاسية من الظلم والمعاناة، لكنها ظلت صامدة ومتمسكة بالأمل. وأضاف أن جوهر الفيلم هو الإنسان الغزّاوي الذي يرفض الاستسلام ويواصل النضال من أجل البقاء.
تكريم سينما فلسطين
بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم عربي، حاز الفيلم الفلسطيني على اهتمام خاص من لجنة التحكيم، مما يؤكد على أهمية العمل السينمائي الفلسطيني وقدرته على إثارة المشاعر والتأثير في الجمهور. كما حصل فيلم “ضايل عنا عرض” للمخرجة مي سعد والمصور أحمد الدنف على جائزة يوسف شريف رزق الله (جائزة الجمهور).
واستمر المهرجان في إبراز الأعمال السينمائية ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، مما يعكس التزامه بدعم القضايا الهامة التي تهم المجتمعات العربية والعالمية. وشهدت فعاليات المهرجان حضوراً قوياً للأفلام التي تتناول قضايا مثل الهجرة والفقر والظلم، مما أثار نقاشات واسعة حول هذه القضايا.
كما فاز الفيلم الفلسطيني “حبيبي حسين” بجائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، مما يؤكد على وجود جيل جديد من المخرجين الفلسطينيين الموهوبين القادرين على تقديم أعمال سينمائية متميزة. و نال الفيلم السعودي “ضد السينما” إشادة خاصة من لجنة التحكيم.
وفي ختام الدورة، أعلن الفنان حسين فهمي عن توقيع اتفاقية تعاون بين مهرجان القاهرة السينمائي ولجنة الأفلام في المدينة الإعلامية بقطر، بهدف تعزيز تبادل الخبرات والتعاون في مجال الإنتاج السينمائي. هذه الاتفاقية تأتي في إطار جهود المهرجان لتوسيع نطاق تأثيره وتعزيز مكانته كمنصة رائدة للسينما العربية.
يشكل هذا المهرجان منصة مهمة للأفلام المستقلة ويدعم المخرجين الجدد. تعتبر صناعة السينما العربية في تطور دائم، وتسعى لتقديم أعمال فنية تنافس على المستوى الدولي.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن موعد الدورة السابعة والستين من مهرجان القاهرة السينمائي في الأشهر القادمة. وينتظر أن يشهد المهرجان المزيد من التطورات والابتكارات التي تعزز من مكانته كأحد أهم مهرجانات السينما في العالم العربي وأفريقيا. ومن الجيد مراقبة التقدم المحرز في الدعم الحكومي لصناعة السينما في المنطقة.
