في غزة فقط يسقط الناس إغماء من الجوع ويموت الأطفال ببطء

21/7/2025–|آخر تحديث: 15:40 (توقيت مكة)
مع تصاعد التحذيرات الدولية من خطر المجاعة في قطاع غزة، تؤكد تقارير أممية وإعلامية أن السكان يعانون من انعدام شبه كامل للغذاء، في وقت تتكرر فيه مشاهد إغماء الأطفال والنساء وكبار السن في الشوارع وأمام مراكز توزيع المساعدات، وسط شح بالغ في المواد الأساسية وتقييد صارم لإدخال الإغاثة الإنسانية.
ووفقا لما وثقته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن حالات الإغماء من الجوع أصبحت مشهدا يوميا في شمال غزة، حيث يسقط الناس أرضا أثناء بحثهم عن لقمة تسد رمقهم أو وقوفهم في طوابير طويلة بانتظار المساعدات.
وذكرت الوكالة أن الأطفال بشكل خاص يتعرضون للإغماء بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل عجز الأسر عن توفير وجبة واحدة يوميا.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الجوع تحول إلى سلاح قاتل في غزة، مع تسجيل وفيات نتيجة المجاعة، خصوصا بين الأطفال.

ووفق بيانات المنظمة، فإن أكثر من 90% من الأطفال دون الخامسة يعانون من مستويات حرجة من سوء التغذية، وقد توفي العشرات منهم بالفعل بسبب الجوع.

وفي أحدث التقارير عن مسؤولين في القطاع الإنساني قالوا إن سكان غزة “ينهارون حرفيا من الجوع”، بينما تعاني مراكز الإيواء والمستشفيات من نقص بالغ في الغذاء والدواء على حد سواء.
ووصفوا الوضع الإنساني في غزة بأنه “غير مسبوق”، مع انتشار أمراض ناجمة عن سوء التغذية في أوساط النازحين.

وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن غزة أصبحت واحدة من أخطر بقاع الأرض على الأطفال، حيث يموت الصغار من الجوع البطيء، في ظل انهيار كامل لأنظمة الغذاء والصحة والمياه.

وتقول المنظمة إن مئات الأطفال يعانون من الهزال الحاد، ولا يتوفر لهم الغذاء العلاجي اللازم.
طفل أنهكت جسده حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال على غزة أمام صمت العالم، وينتظر دخول الغذاء والدواء لإنقاذ حياته. pic.twitter.com/mdzVnKuWHd
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 21, 2025
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت، قبل أيام، أن أكثر من نصف سكان قطاع غزة -أي ما يزيد عن مليون شخص- يواجهون خطر المجاعة، في حين يُمنع دخول المساعدات الإنسانية الكافية، رغم النداءات المتكررة لفتح المعابر وإتاحة الممرات الآمنة.

ومع استمرار العمليات العسكرية وفرض الحصار، لم تنجح المبادرات الإنسانية في الوصول إلى جميع المناطق المنكوبة، وخاصة في شمال القطاع.

وتحولت نقاط توزيع الطعام إلى “نقاط موت”، بعد استهدافها أو تفريقها بالقوة، مما أسفر عن مقتل العشرات وحرمان آخرين من الوصول إلى الغذاء.

وتتحدث منظمات الإغاثة عن وجود “نقص كارثي” في المواد الغذائية الأساسية، مثل الطحين والحليب والزيت، مما يجعل السكان يعتمدون على الحشائش أو مياه ملوثة للبقاء على قيد الحياة.
وتقول اليونيسيف إن صور الأطفال الذين لا يستطيعون الوقوف من الجوع هي “جرس إنذار للبشرية”، وسط دعوات لوقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول الإمدادات دون قيود.

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، لا تزال أصوات الأمهات تتعالى في مراكز النزوح، وهن يصرخن لإنقاذ أبنائهن من “الموت البطيء”، بينما يوثق العالم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث يموت الناس جوعا في القرن الـ21، على مرأى من المجتمع الدولي.