أعلنت جمعية قطر الخيرية عن وصول عدد المستفيدين من مبادراتها الإنسانية والتنموية والاجتماعية إلى حوالي 21 مليون شخص في 70 دولة حول العالم خلال العام الحالي. يأتي هذا الإعلان في ختام عام حافل بالجهود لتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، مع التركيز على الاستجابة للأزمات وتعزيز التنمية المستدامة. وتُعد قطر الخيرية من أبرز المنظمات الإنسانية العاملة على الساحة الدولية، وتسعى باستمرار لتوسيع نطاق عملها وزيادة تأثيرها الإيجابي.
وقد نفذت الجمعية أكثر من 14 ألف مشروع تنموي بتكلفة إجمالية تقارب 925 مليون ريال قطري، مستهدفةً قطاعات حيوية مثل الأمن الغذائي والتعليم والصحة والإسكان. استفاد من هذه المشاريع أكثر من 11 مليون شخص، مما يعكس التزام قطر الخيرية بتحسين الظروف المعيشية للفئات الضعيفة وتمكينها من بناء مستقبل أفضل. وتُركز هذه الجهود على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
تدخلات إنسانية عاجلة من قطر الخيرية
شملت التدخلات الإنسانية التي قامت بها قطر الخيرية خلال العام الجاري الاستجابة السريعة للأزمات والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة. نفذت الجمعية 391 تدخلًا إنسانيًا بتكلفة تجاوزت 645 مليون ريال قطري، مستهدفةً حوالي 10 ملايين شخص. وتنوعت هذه التدخلات لتشمل الإغاثة الشاملة، وتوفير الغذاء والمأوى، والرعاية الصحية والتعليمية.
وحظيت فلسطين، وخاصةً قطاع غزة، باهتمام خاص من قطر الخيرية، حيث تم تنفيذ 61 تدخلًا إنسانيًا بتكلفة 346 مليون ريال، استفاد منها حوالي 5 ملايين شخص. شملت هذه التدخلات إرسال المساعدات عبر الجسر البري، وتوفير الخيام والمواد الإغاثية الأساسية للمتضررين. وتأتي هذه المساعدات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان في غزة.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت قطر الخيرية الدعم للسودان وسوريا، حيث تم تنفيذ 17 و61 تدخلًا إنسانيًا على التوالي. استفاد من هذه التدخلات أكثر من 370 ألف شخص في السودان وحوالي مليوني شخص في سوريا. وتسعى قطر الخيرية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في هذه البلدان التي تعاني من أزمات عميقة.
مشاريع الأمن الغذائي والتعليم
بلغ عدد مشاريع الأمن الغذائي التي نفذتها قطر الخيرية 1489 مشروعًا، استفاد منها 17 ألفًا و490 شخصًا. تهدف هذه المشاريع إلى توفير الغذاء للمحتاجين وتعزيز الأمن الغذائي المستدام. أما مشاريع التعليم والثقافة فقد بلغت 1551 مشروعًا، استفاد منها 280 ألف شخص، مما يعكس التزام قطر الخيرية بتعزيز فرص التعليم للجميع.
كما نفذت الجمعية 1825 مشروعًا في مجال التمكين الاقتصادي، استفاد منها 43 ألف شخص. تهدف هذه المشاريع إلى توفير فرص عمل وتحسين الدخل للفئات الضعيفة. بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ 432 مشروعًا في الرعاية الاجتماعية، و286 مشروعًا في السكن الاجتماعي، و160 مشروعًا في الصحة، و8233 مشروعًا في المياه والإصحاح.
برنامج رفقاء: كفالة الأيتام وتعزيز مستقبلهم
يُعد برنامج “رفقاء” التابع لقطر الخيرية من أبرز مبادراتها في مجال الرعاية الاجتماعية، حيث بلغ عدد المكفولين أكثر من 224 ألفًا و200 شخص. يشمل هذا البرنامج كفالة الأيتام وطلاب العلم والمعلمين والأسر المحتاجة وذوي الاحتياجات الخاصة. وقد بلغت تكلفة الكفالات والبرامج المخصصة أكثر من 537 مليون ريال قطري.
وفي خطوة هامة، رفعت قطر الخيرية سن الكفالة للأيتام إلى 23 عامًا بدلًا من 18 عامًا، بهدف إتاحة الفرصة لهم لاستكمال تعليمهم الجامعي أو الالتحاق بمعاهد فنية. تأتي هذه المبادرة في إطار سعي قطر الخيرية لتمكين الأيتام من بناء مستقبل أفضل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
علاوة على ذلك، حصدت قطر الخيرية العديد من الجوائز والتقديرات خلال العام الجاري، تقديرًا لجهودها في مجال العمل الإنساني والاجتماعي. ومن بين هذه الجوائز، جائزة مجلس التعاون الخليجي في مجال الإسكان وجائزة قطر للأعمال الرقمية.
تتطلع قطر الخيرية إلى مواصلة جهودها في تقديم المساعدة للفئات المحتاجة وتعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن تعلن الجمعية عن خطط جديدة لمشاريعها وبرامجها في الأشهر القادمة. وستظل قطر الخيرية ملتزمةً بمبادئها الإنسانية وقيمها النبيلة في سعيها لتحقيق عالم أفضل للجميع. من المهم متابعة تقارير الجمعية وتقييم أثر مشاريعها على المدى الطويل.
