Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

قتلى في هجوم بمسيّرة على مستشفى جنوب كردفان السودانية

قتل سبعة مدنيين وأصيب اثنا عشر آخرون اليوم الأحد في هجوم بطائرة مسيّرة على مستشفى في مدينة الدلنج، جنوب كردفان بالسودان. يأتي هذا الهجوم في ظل استمرار القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة. وتعد هذه الحادثة تصعيداً خطيراً في الصراع في السودان، حيث تستهدف البنية التحتية المدنية بشكل متزايد.

وقعت الحادثة في مستشفى يقدم خدماته للمدنيين والعسكريين على حد سواء، مما أثار غضباً واسعاً وإدانات دولية. المصادر الطبية أكدت أن من بين الضحايا والجرحى مرضى كانوا يتلقون العلاج ومرافقيهم. وتستمر قوات الدعم السريع في حصار مدينة الدلنج، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويزيد من معاناة السكان.

تداعيات الهجوم وتصاعد الصراع في السودان

تعد منطقة كردفان من المناطق الرئيسية التي تشهد اشتباكات مستمرة بين الطرفين المتنازعين. تتميز المنطقة بأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، حيث تضم ولايات غنية بالنفط والذهب والموارد الزراعية. كما أنها تمثل حلقة وصل حيوية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ نهاية أكتوبر الماضي.

يأتي هذا الهجوم بعد يوم واحد فقط من استهداف مماثل بطائرات مسيّرة لقاعدة تابعة لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كادوقلي. أسفر الهجوم على القاعدة عن مقتل ستة جنود بنغلاديشيين وإصابة ثمانية آخرين. تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الهجوم، مما يعكس حالة التوتر وعدم الثقة بين الطرفين.

ردود الفعل الرسمية والإقليمية

أدانت الحكومة السودانية بشدة الهجوم الجوي الذي استهدفت مليشيا الدعم السريع به المستشفى في الدلنج، واصفة إياه بأنه “جريمة حرب” و”انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”. وأكدت الحكومة التزامها بتقديم المسؤولين عن هذا الهجوم إلى العدالة.

بدوره، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، الهجوم على كادوقلي، واصفاً إياه بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واعتداء على جهود السلام والاستقرار في السودان”. وشدد يوسف على أن استهداف قوات حفظ السلام غير مقبول ويقوض السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن إدانته الشديدة للهجوم على قاعدة حفظ السلام في كادوقلي، محذراً من أنه قد يرقى إلى “جريمة حرب”. ودعا غوتيريش إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.

وقد أعلنت الأمم المتحدة أن الوضع في السودان يشهد “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، حيث يحتاج الملايين إلى المساعدة العاجلة. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين بسبب استمرار القتال وتعقيد الأوضاع الأمنية.

تأثير الصراع على الوضع الإنساني

أدى الصراع في السودان، الذي اندلع في أبريل 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين. وتسببت الاشتباكات في تدمير البنية التحتية المدنية وتعطيل الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، أدى الصراع إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر والبطالة.

تتزايد المخاوف بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد احتياجات السكان. وتدعو المنظمات الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة. كما تشدد على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.

من المتوقع أن تستمر الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في جهودهما الدبلوماسية للضغط على الطرفين المتنازعين للعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، لا تزال التحديات كبيرة، ولا يوجد حتى الآن أفق واضح لحل الأزمة في السودان. يجب مراقبة تطورات الوضع الأمني والإنساني عن كثب، وتقييم مدى تأثيرها على مستقبل البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى