أعلنت السلطات الأمريكية عن وقوع إطلاق نار مروع في جامعة براون بمدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة. الحادث، الذي وقع في وقت متأخر من مساء يوم السبت، أثار حالة من الذعر والخوف في الحرم الجامعي والمناطق المحيطة به، وأدى إلى فرض حظر التجول وتعبئة أمنية واسعة النطاق. التحقيقات لا تزال جارية لتحديد دوافع الجريمة والقبض على الجاني.
عمدة مدينة بروفيدنس، بريت سمايلي، أكد وقوع الحادث وأعلن عن حظر التجول في منطقة جامعة براون الكبرى. في الوقت نفسه، أفاد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) بأن عناصر المكتب منتشرة في موقع إطلاق النار لتقديم المساعدة اللازمة في التحقيقات. وتشير التقارير الأولية إلى أن عدد المصابين قد يصل إلى 20 شخصًا، مما يزيد من خطورة الوضع.
تفاصيل إطلاق النار في جامعة براون
وقع إطلاق النار في مبنى باروس وهولي، الذي يضم أقسام الهندسة والفيزياء في الحرم الجامعي. كان من المقرر إجراء العديد من الامتحانات في المبنى وقت الحادث، مما أدى إلى تواجد عدد كبير من الطلاب داخله. وقد دعت الشرطة الطلاب والسكان المحليين إلى الاحتماء بأماكنهم أو الابتعاد عن المنطقة، مع إغلاق الأبواب والنوافذ.
إدارة الجامعة أصدرت بدورها تعليمات مماثلة للطلاب، مطالبةً إياهم بالبقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر. كما أكدت الإدارة أنها تتعاون بشكل كامل مع جهات إنفاذ القانون لضمان سلامة الجميع. وحتى الآن، لم يتمكنوا من تحديد هوية المشتبه به بشكل قاطع.
وصف المشتبه به وجهود البحث
وصفته جهات إنفاذ القانون بأنه رجل يرتدي ملابس سوداء بالكامل. تشير السلطات إلى أن آخر مرة شوهد فيها المشتبه به كانت وهو يغادر المبنى، ولم يتم العثور على أي سلاح حتى الآن. فرق البحث والتفتيش تقوم بتمشيط الحرم الجامعي والمناطق المحيطة به بحثًا عن أي أدلة قد تؤدي إلى القبض عليه.
وحسب ما ورد، فإن الحادث وقع في منطقة مزدحمة من الحرم الجامعي، مما زاد من صعوبة تحديد مكان الجاني. الشرطة تطلب من أي شخص لديه معلومات حول إطلاق النار أو المشتبه به الاتصال بها على الفور.
سياق أوسع: حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة
يأتي هذا الحادث في سياق سلسلة طويلة من الهجمات المسلحة التي تشهدها المدارس والجامعات الأمريكية. على الرغم من الجهود المتواصلة لتقييد اقتناء الأسلحة النارية، إلا أن هذه الهجمات لا تزال تتكرر، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الإجراءات. الأمن الجامعي أصبح قضية رئيسية في النقاش العام.
وحسب إحصائيات رسمية، فإن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل لملكية الأسلحة النارية بين دول العالم. هذا الأمر، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الصحة العقلية وسهولة الحصول على الأسلحة، يساهم في تفاقم مشكلة العنف المسلح. العنف المسلح يمثل تحديًا كبيرًا للمجتمع الأمريكي.
وحول ردود الفعل على الحادث، أعرب حاكم رود آيلاند، دان ماكي، عن صدمته وغضبه، مؤكدًا أن مكتبه على اتصال دائم بالبيت الأبيض. كما قدم الرئيس السابق دونالد ترامب تعازيه للضحايا وعائلاتهم، واصفًا الوضع بأنه “فظيع”.
تداعيات الحادث وتأثيره على الطلاب
من المتوقع أن يكون لهذا الحادث تأثير نفسي كبير على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة براون. ستوفر الجامعة خدمات الدعم النفسي للطلاب المتضررين، وستعمل على ضمان عودتهم إلى الدراسة في أقرب وقت ممكن. الصحة النفسية للطلاب أصبحت أولوية قصوى بعد هذا الحادث.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يؤدي الحادث إلى مراجعة شاملة لإجراءات الأمن الجامعي في جامعة براون والجامعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد. قد تشمل هذه المراجعة زيادة عدد أفراد الأمن، وتحسين أنظمة المراقبة، وتوفير تدريب أفضل للموظفين والطلاب على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في هذا الحادث لعدة أيام أو أسابيع. ستركز السلطات على جمع الأدلة، وتحديد هوية الجاني، والكشف عن دوافعه. في الوقت الحالي، لا يزال الوضع غير واضح، وهناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بعد. سيتم تحديث المعلومات فور توفرها.
