قصف إسرائيلي على قطاع غزة وحماس تندد باستهداف مركز إيواء

واصل الجيش الإسرائيلي، منذ فجر اليوم السبت، هجماته على مناطق في قطاع غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار القائم. وتشمل هذه الهجمات قصفًا مدفعيًا وغارات جوية، مما يثير مخاوف متزايدة بشأن استمرار التوترات وتأثيرها على الوضع الإنساني الكارثي في القطاع. وتهدف هذه التحركات، وفقًا لمصادر إسرائيلية، إلى استهداف بقايا البنية التحتية لحركة حماس ومواقع أخرى.
تأتي هذه التطورات في وقت تبدأ فيه طواقم الدفاع المدني الفلسطيني عمليات بحث عن جثامين ضحايا تحت الأنقاض في مدينة خان يونس جنوب القطاع، مما يعكس حجم الدمار المستمر. وتتعارض هذه الهجمات مع الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق استقرار دائم في المنطقة وتوفير المساعدات الضرورية للسكان المتضررين.
الوضع الميداني وتصاعد التوترات في غزة
أفادت مصادر ميدانية أن القصف الإسرائيلي تركز على مناطق شرق مدينة غزة وخان يونس، بالإضافة إلى أحياء الزيتون والتفاح. واستخدمت المدفعية والطائرات في هذه الهجمات، مما أدى إلى دوي انفجارات ضخمة وسحب دخان كثيفة في سماء القطاع. وتسببت هذه القصف في أضرار مادية كبيرة للمنازل والبنية التحتية المدنية.
وبحسب مراسلينا، فإن هذه الضربات لا تزال مستمرة حتى الآن، وتثير حالة من الخوف والهلع بين السكان المحليين. وتواجه فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة وانتشال الضحايا بسبب استمرار القصف وتعقيد الوضع الميداني.
عمليات البحث والإنقاذ وجهود الدفاع المدني
بدأت فرق الدفاع المدني الفلسطينية صباح اليوم عمليات بحث مكثفة عن جثامين الضحايا الذين لا يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة في خان يونس. وتشير التقديرات الأولية إلى وجود أكثر من 55 جثة عالقة تحت الأنقاض، مما يستدعي جهودًا مضاعفة لانتشالها وتقديم الدعم اللازم للعائلات المتضررة. ويفتقر الدفاع المدني إلى المعدات والموارد الكافية لمواجهة حجم الكارثة، مما يحد من قدرته على الاستجابة السريعة والفعالة.
علاوة على ذلك، تتعاون فرق الدفاع المدني مع المؤسسات الدولية لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، بما في ذلك تلك الموجودة في مدرسة شهداء غزة بحي الرمال. وتواجه هذه الفرق تحديات لوجستية وأمنية كبيرة في ظل استمرار القصف والاشتباكات المتقطعة.
ردود الفعل والاستنكار الدولي
أدانت حركة حماس بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في غزة، واعتبرته جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار. ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. وتأتي هذه الإدانات في ظل تصاعد الغضب الشعبي العربي والدولي تجاه استمرار العنف والمعاناة في غزة.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن قلقه العميق إزاء استمرار القصف، ودعا إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار. وأكد على أهمية حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. وتترقب الولايات المتحدة، بحسب مصادرها، تحقيق تقدم في محادثات الهدنة الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن وتهدئة الأوضاع.
مستقبل الهدنة والجهود الدبلوماسية
تتأرجح آفاق الهدنة في غزة بين التفاؤل والحذر، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية والتوترات المتصاعدة. وتسعى مصر وقطر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، إلى استئناف المفاوضات بين الأطراف المعنية وإيجاد حل دائم ينهي الصراع ويوفر الأمن والاستقرار للمنطقة. ويتطلب تحقيق هذا الهدف تعاونًا دوليًا واسع النطاق وضغوطًا فعالة على إسرائيل لوقف جميع الانتهاكات والالتزام بالقانون الدولي.
وفي سياق متصل، دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق مستقل في قصف مدرسة غزة لتحديد المسؤولية عن الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة. وتشدد المنظمة الدولية على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في جميع الأوقات. ويستمر الوضع الإنساني في غزة بالتدهور، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتقديم المساعدات الغذائية والطبية للسكان المتضررين.
الوضع في غزة لا يزال معلقًا، مع توقعات باستمرار المفاوضات الدبلوماسية. قد تشهد الأيام القادمة تطورات جديدة في مساعي التوصل إلى هدنة دائمة. من المهم مراقبة ردود فعل الأطراف المعنية وتقييم تأثيرها على الوضع الميداني والإنساني في قطاع غزة. من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا لمناقشة الوضع في غزة واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية المدنيين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.




