Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

قصف واشتباكات بين القوات الحكومية وقسد في حلب

شهدت منطقة شمال حلب، سوريا، تصعيدًا عسكريًا يوم الاثنين، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والقوات الحكومية السورية حول دواري شيحان والليرمون. وتأتي هذه المواجهات في ظل توترات مستمرة بشأن تنفيذ اتفاقيات سابقة تتعلق بدمج قوات قسد في الجيش السوري، وتثير مخاوف بشأن استقرار المنطقة وتأثير ذلك على المدنيين. الاشتباكات في حلب أسفرت عن إصابات في كلا الجانبين وإغلاق الطرق الرئيسية.

وبحسب مصادر إعلامية متعددة، بدأت الاشتباكات بقصف متبادل، حيث اتهمت قسد القوات الحكومية ببدء الهجوم، بينما نفت وزارة الدفاع السورية هذه المزاعم وأكدت أنها ردت على هجوم لقسد استهدف نقاط تمركزها ومناطق سكنية. وقد أدى هذا التصعيد إلى نزوح العشرات من العائلات وعمال المصانع من محيط حي الليرمون، الذي يعتبر نقطة وصل حيوية بين ريف حلب الشمالي ومدينة حلب.

تطورات الاشتباكات في حلب وتأثيرها على الوضع الإقليمي

تعتبر هذه الاشتباكات الأحدث في سلسلة من التوترات المتزايدة بين قسد والحكومة السورية، خاصةً فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق العاشر من مارس/آذار. يهدف هذا الاتفاق إلى دمج قوات قسد في الجيش السوري، وبسط سيطرة الدولة على المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز في شمال شرق البلاد.

وفقًا لمراسل الجزيرة، فإن دوار الليرمون يمثل نقطة وصل استراتيجية، وإغلاقه يعيق حركة المدنيين والبضائع. وأشار إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم بدأ من داخل الأحياء التي تسيطر عليها قسد، واستهدف نقاط تمركز للقوات الحكومية.

إصابات في صفوف المدنيين والدفاع المدني

أفاد الدفاع المدني السوري بإصابة اثنين من عناصره برصاص قسد بالقرب من حي الأشرفية. كما وردت تقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين في منطقة العوارض بحي الأشرفية، وقرب دوار شيحان، مما يعكس تزايد المخاوف بشأن سلامة المدنيين في مناطق الاشتباكات.

تصريحات متبادلة واتهامات

أكد المركز الإعلامي لقسد إصابة عنصرين من قواتها في هجوم وصفه بأنه استهدف حاجزًا عسكريًا لهم في حلب، ملقيًا بالمسؤولية على فصائل تابعة لوزارة الدفاع السورية. في المقابل، نفت وزارة الدفاع السورية هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن قسد بدأت الهجوم على نقاط انتشار قوات الأمن الداخلي والجيش بالقرب من حي الأشرفية.

وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية السوري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان في دمشق، بأن الحكومة السورية لم تلمس أي إرادة جدية من قسد لتنفيذ اتفاق العاشر من مارس/آذار. وأضاف أن الاتفاق يتضمن دمج قوات قسد في الجيش السوري بحلول نهاية العام الجاري، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة، خاصةً فيما يتعلق بالوضع في شمال شرق سوريا. وتشكل قضية دمج قسد في الجيش السوري أحد أبرز التحديات التي تواجه هذه التحركات.

أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) إغلاق طريق غازي عنتاب – حلب من جهة دواري الليرمون وشيحان، وذلك في أعقاب الاشتباكات. ويأتي هذا الإجراء بهدف الحفاظ على سلامة المدنيين ومنع المزيد من التصعيد.

الوضع في حلب يتطلب متابعة دقيقة، خاصةً مع استمرار التوترات بين الأطراف المتنازعة. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع وإيجاد حلول مستدامة. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في تحقيق الاستقرار في المنطقة، أو ما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التصعيد.

من المهم مراقبة تطورات الوضع على الأرض، وردود الأفعال من الأطراف المعنية، وخاصةً تركيا وروسيا، اللتين تلعبان دورًا رئيسيًا في المنطقة. كما يجب الانتباه إلى أي تحركات جديدة لقسد أو القوات الحكومية السورية، والتي قد تؤثر على مسار الأحداث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى