أعلنت دولة قطر عن إطلاق شركة “كاي” (Qai) المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز إقليمي للابتكار والتنمية الرقمية المستدامة. وتسعى الشركة، المملوكة لجهاز قطر للاستثمار، إلى بناء بنية تحتية متقدمة للذكاء الاصطناعي وتقديم حلول مبتكرة لمختلف القطاعات الحيوية في قطر وخارجها. جاء الإعلان يوم الاثنين الموافق 8 ديسمبر 2025، مع تأكيد على أهمية هذه الخطوة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، عن تفاؤله بإطلاق “كاي”، مشيرًا إلى أنها تعكس التزام الدولة بتوطين التكنولوجيا المتقدمة وتوظيفها في دعم مسيرة التحديث والتطوير الشامل. وأضاف في تغريدة له على منصة “إكس” أن الشركة ستساهم في تعزيز مكانة قطر كمركز رئيسي للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة.
أهمية إطلاق شركة الذكاء الاصطناعي “كاي”
يأتي إطلاق شركة “كاي” في سياق التوجه العالمي المتزايد نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. وتسعى قطر إلى الاستفادة من هذه التقنيات في تنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها. وتعتبر الاستثمارات في مجال التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، ضرورية لتحقيق هذه الأهداف.
وتستند الشركة إلى جهاز قطر للاستثمار، الذي يمتلك محفظة استثمارية عالمية واسعة النطاق. هذا يوفر لـ “كاي” إمكانية الوصول إلى رأس المال والخبرات اللازمة لتطوير مشاريع طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، ستتعاون الشركة بشكل وثيق مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية في قطر، مما يعزز من قدراتها الابتكارية.
التركيز على البنية التحتية والحلول الذكية
ستركز “كاي” على تطوير وإدارة البنية التحتية اللازمة لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك توفير قدرات الحوسبة عالية الأداء وشبكات البيانات المتطورة. كما ستعمل على تطوير حلول ذكية مخصصة لمختلف القطاعات، مثل الرعاية الصحية والتعليم والطاقة والنقل. يهدف هذا النهج إلى تمكين المؤسسات القطرية من الاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.
وتشمل خطط الشركة استقطاب الكفاءات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دعم الباحثين والمبتكرين القطريين. وتعتبر القدرة على جذب المواهب والاحتفاظ بها أمرًا بالغ الأهمية لنجاح أي مشروع في هذا المجال. كما ستعمل “كاي” على بناء شراكات استراتيجية مع الشركات التكنولوجية الرائدة في العالم.
دعم التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة
تتماشى استراتيجية “كاي” مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تركز على تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة. وتعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتحقيق هذه الأهداف، حيث يمكن استخدامها في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الابتكار والإبداع.
وتؤكد الشركة على أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مع إعطاء الأولوية لخدمة الإنسان والمجتمع. ويشمل ذلك ضمان الشفافية والمساءلة في استخدام هذه التقنيات، وحماية الخصوصية والأمن السيبراني.
صرح عبدالله بن حمد المسند، رئيس مجلس إدارة شركة “كاي”، بأن العالم يشهد تحولاً عميقاً تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن مهمة الشركة هي ضمان أن يتم هذا التحول بطريقة مسؤولة، مع الحفاظ على الثقة ودور الإنسان في صميم هذا التطور. وأضاف أن الشركة ستعمل على بناء القدرات التي تمكن الجهات الحكومية والشركات والمبتكرين من تطوير واعتماد حلول الذكاء الاصطناعي بثقة.
من المتوقع أن تبدأ شركة “كاي” عملياتها بشكل كامل في الربع الأول من عام 2026، مع التركيز على تحديد المشاريع ذات الأولوية وتطوير خطط العمل التفصيلية. وستراقب الجهات المعنية عن كثب التقدم المحرز في تنفيذ هذه الخطط، وتقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي لاستثمارات الشركة. كما ستكون هناك حاجة إلى تحديث التشريعات واللوائح المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لضمان بيئة تنظيمية داعمة للابتكار والنمو.
