قطر وفرنسا تدينان الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على غزة

أدانت قطر وفرنسا بشدة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في العاشر من نوفمبر. وتعتبر هذه التطورات تصعيدًا خطيرًا يهدد جهود التهدئة ويزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، مما يثير مخاوف دولية بشأن مستقبل الهدنة واحتمالات استئناف الصراع.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها تدين “الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية” التي أسفرت عن سقوط ضحايا، مشيرةً إلى أن هذه الهجمات تمثل خرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار. ودعت الدوحة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على الهدنة وضمان الالتزام بها، بهدف إنهاء الحرب وتحقيق سلام دائم في المنطقة.
تصعيد خطير يهدد الهدنة في غزة
تأتي هذه الإدانات في أعقاب غارات إسرائيلية جديدة على قطاع غزة، وبعد يوم واحد من مقتل 34 فلسطينيًا على الأقل في سلسلة غارات، وفقًا لما ذكرته مصادر في غزة. تزعم إسرائيل أن هذه الغارات استهدفت قيادات في كتائب القسام، وهو ما نفته حركة حماس بشدة، واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لاستئناف العمليات العسكرية.
وأكدت مصادر في الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد ثلاثة فلسطينيين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في منطقة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع. وتثير هذه الحوادث تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل ببنود الاتفاق وسبب استمرار الهجمات على الرغم من وقف إطلاق النار المفترض.
إدانة فرنسية وتأكيد على ضرورة احترام الاتفاق
وعلى صعيد دولي، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن إدانته لانتهاكات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار وهجماتها على مناطق مختلفة في غزة. ودعا بارو جميع الأطراف إلى “احترام خطة وقف إطلاق النار الأميركية التي أقرتها الأمم المتحدة”، مؤكدًا على دور فرنسا وأوروبا في تنفيذ هذه الخطة.
وبشان المساعدات الإنسانية، أعلن بارو عن خطط لعقد مؤتمر مع مصر لمناقشة سبل تحسين إيصال المساعدات إلى قطاع غزة قبل نهاية العام الحالي. ويعتبر الوضع الإنساني في غزة كارثيًا، ويتطلب جهودًا دولية مكثفة لتلبية احتياجات السكان المتضررين.
حماس تنفي وتدين وتتهم نتنياهو
من جانبها، أدانت حركة حماس “المجزرة المروعة” في غزة وخان يونس، ورفضت ادعاءات إسرائيل بشأن استهداف عناصر من الحركة. واعتبرت حماس أن هذه الغارات محاولة لتبرير “جرائم الاحتلال” و”انتهاكاته” التي لم تتوقف منذ بدء الهدنة. وأشارت إلى أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
كما اتهمت الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي إلى استئناف “الإبادة” ضد الشعب الفلسطيني. وتطالب حماس الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الاعتداء على الفلسطينيين.
وتدعو الحركة أيضًا الوسطاء في مصر وقطر وتركيا إلى الوفاء بتعهداتهم، وإلزام إسرائيل باحترام هدنة وقف إطلاق النار. وكانت حرب غزة قد بدأت في السابع من أكتوبر 2023 واستمرت لعدة أشهر، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة.
في الختام، يظل الوضع في قطاع غزة هشًا للغاية، مع استمرار التوترات واحتمالات التصعيد. يتوقع المراقبون المزيد من الجهود الدبلوماسية للضغط على الأطراف لالتزامها بوقف إطلاق النار الحالي، مع التركيز على إيجاد حلول طويلة الأمد للحفاظ على الاستقرار وتجنب تكرار هذه الدورة من العنف. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، خاصةً فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق المساعدات الإنسانية واحترام سيادة القانون.





