قلق إسرائيلي وتطمينات أميركية بشأن قرب الاتفاق حول نووي إيران

16/5/2025–|آخر تحديث: 09:07 (توقيت مكة)
أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرب التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وتجنب العمل العسكري مع إيران قلق إسرائيل التي اعتبرت أن الأمر “يجري على عجل”، لكنها تلقت تطمينات أميركية بمشاركتها الالتزام بضمان عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية اليوم الجمعة أن إسرائيل “تتابع بقلق متزايد تقدم المحادثات بين واشنطن وطهران”، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله “نحن عند منعطف حرج في المفاوضات النووية، فواشنطن تتعجل التوصل إلى اتفاقات، ويجب ألا يكون هذا على حساب إسرائيل”.
وذكرت القناة الإسرائيلية أنه على الرغم محاولات إسرائيل جعل صوتها مسموعا فإن من غير المؤكد أن أحدا يستمع إليها، وقالت إن كبار المسؤولين الإسرائيليين قلقون بشدة إزاء تصريحات إدارة ترامب الأخيرة بشأن إيران وغزة.
وفي الوقت نفسه، أشارت إلى محاولات إسرائيلية للتأثير على الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.
تواصل وتطمينات
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الجولة الخليجية لترامب.
وفي السياق، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس في بيان إلى أن روبيو “شدد على الالتزام العميق للولايات المتحدة بعلاقتها التاريخية مع إسرائيل والدعم الأميركي القوي لأمنها”.
وأوضحت أن روبيو ونتنياهو “أعربا عن التزامهما المتبادل بضمان عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا”.
وفي تصريحات لـ”فوكس نيوز” قال روبيو إن الرئيس ترامب “منح إيران فرصة كي تصبح دولة مزدهرة ومسالمة، ويأمل أن تنتهز هذه الفرصة”، مضيفا أن ترامب قال إن العرض الأميركي لإيران” لن يستمر إلى الأبد”.
وتابع قائلا “سيتعين علينا في مرحلة ما اتخاذ قرارات بشأن مزيد من الضغط الأقصى على إيران وخيارات أخرى”، مشددا على أنه “لا يمكن أبدا لإيران امتلاك سلاح نووي، وترامب أوضح أن النظام الإيراني لن يمتلك سلاحا نوويا، ونأمل أن يتم ذلك عبر التفاوض والدبلوماسية”.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن القرار بشأن البرنامج النووي الإيراني “بيد المرشد الأعلى، وآمل أن يختار طريق السلام والازدهار وليس المسار المدمر”.

اقتراب
وخلال زيارته إلى قطر في وقت سابق أمس الخميس تحدّث ترامب عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع طهران قائلا “أعتقد أننا نقترب ربما من إبرام اتفاق نووي من دون الحاجة للقيام بذلك”، في إشارة إلى عمل عسكري محتمل.
وبعد هذا التصريح تراجعت أسعار النفط بأكثر من 3%، وسط مؤشرات على احتمال قبول إيران تلبية بعض المطالب الأميركية بشأن برنامجها.
وأعلن علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أول أمس الأربعاء أن إيران مستعدة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي مقابل رفع فوري للعقوبات، بحسب محطة “إن بي سي نيوز”.
كما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس أن بلاده لا تعارض عمل الشركات الأميركية في أراضيها، بما في ذلك بقطاع النفط والغاز.
وقال عراقجي “لم نمنع الوجود الاقتصادي للشركات الأميركية في إيران”، عازيا غياب النشاطات التجارية الأميركية إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران.
وأشار إلى أن العقوبات الرئيسية تمنع الكيانات والأفراد الأميركيين من التعامل مع السوق الإيرانية، وقال إن “هذا الحظر فُرض من قبل الولايات المتحدة نفسها”.
يذكر أن واشنطن وطهران بدأتا في أبريل/نيسان الماضي مباحثات تهدف للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي بعدما لوّح ترامب باحتمال اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل التفاوض.
وأجرت إدارة الرئيس دونالد ترامب 4 جولات من المفاوضات مع طهران سعيا لإبرام اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي بعدما حض الرئيس الأميركي الجمهورية الإسلامية على التفاوض، ملوحا باستهدافها بضربات في حال لم يتم التوصل إلى تسوية في هذا المجال.
وفي الأسابيع الأخيرة فرضت إدارة ترامب عقوبات على مجموعة من الكيانات والأفراد المرتبطين بصناعة النفط الإيرانية وببرنامجيها الصاروخي والنووي.