كاتبة من غزة: نسمع عن السلام لكن نعيش وسط الجحيم

أعلنت آية الحطاب، كاتبة وصحفية من قطاع غزة، عن استمرار الوضع الإنساني الصعب في القطاع على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في أكتوبر/تشرين الأول 2025. وتشير شهادتها إلى فجوة كبيرة بين التصريحات العالمية حول تحقيق السلام والواقع المعيشي للفلسطينيين في غزة، الذين لا يزالون يعانون من الحصار والخوف المستمر. هذا الوضع يثير تساؤلات حول فعالية الجهود الدولية في تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.
وفي مقال نشرته صحيفة الغارديان، قدمت الحطاب وصفًا مؤثرًا لتفاصيل الحياة اليومية في غزة، مؤكدة أن كلمة “السلام” أصبحت مجرد شعار يتردد في وسائل الإعلام وتصريحات القادة دون أن يترجم إلى تحسن ملموس على الأرض. وبينما تتحدث واشنطن والعالم عن وقف لإطلاق النار، لا يشعر الفلسطينيون في غزة بأي تغيير حقيقي في أوضاعهم الأمنية والإنسانية.
الوضع في غزة: بين وقف إطلاق النار والواقع المرير
على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار في أكتوبر، تستمر التقارير الواردة من غزة في الإشارة إلى وقوع حوادث قتل وتدمير، حيث سقط مئات الضحايا، بينهم أطفال. هذا الواقع يلقي بظلال الشك على جدية الاتفاق ويؤدي إلى تفاقم الشعور بعدم الأمان لدى السكان. وتصف الحطاب حالة الانتظار القاسية التي يعيشها أهالي غزة، أملاً في توقف الموت والمعاناة وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وتشير الحطاب إلى أن الحياة في غزة تحولت إلى صراع يومي من أجل البقاء، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الضروريات الأساسية مثل المياه والكهرباء، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الأموال اللازمة لشراء الطعام والدواء. كما أن البنية التحتية في القطاع تعرضت لدمار شامل، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية.
“الخط الأصفر” وتداعياته على السكان
تسلط الكاتبة الضوء على الحدود الجديدة التي فرضت في غزة، والمعروفة باسم “الخط الأصفر”، والتي أدت إلى عمليات هدم وقصف مستمرة، مما أدى إلى تفاقم حالة الرعب بين السكان، وخاصة الأطفال. هذه المناطق أصبحت تشكل خطرًا دائمًا على حياة المدنيين، وتعيق قدرتهم على التنقل والعيش بكرامة. وتؤكد الحطاب أن هذه الممارسات تنتهك حقوق الإنسان الأساسية وتزيد من معاناة الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، يصف المقال الأثر النفسي العميق للحرب على العلاقات والأحلام الشخصية، حيث تعيش الكاتبة فراقًا مؤلمًا عن خطيبها بسبب خطورة التنقل والإغلاق المستمر. هذه القصص الشخصية تعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، وتؤكد على ضرورة إيجاد حلول جذرية لإنهاء هذا الصراع.
وتنتقد آية الحطاب استبعاد الفلسطينيين من المفاوضات التي تناقش مستقبلهم، مؤكدة أن العالم يركز على اجتماعاته ومناقشاته دون أن يأخذ في الاعتبار آراء واحتياجات السكان المحليين. وتقول إن غزة التي يحلمون بالعودة إليها تحولت إلى ركام، وأن المفاوضات الجارية لا تعكس الواقع المعيشي للفلسطينيين.
وعلى الرغم من كل التحديات والصعوبات، تؤكد الحطاب أن الأمل يظل وسيلة البقاء الوحيدة، مستشهدة بكلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش عن حمل الأمل كأنه مرض. وتقول إن أهل غزة يحاولون التمسك بلحظات إنسانية صغيرة وبأمل ضعيف، كي يستمروا في الحياة في ظل هذه الظروف القاسية. غزة تحتاج إلى دعم دولي حقيقي لتحقيق الاستقرار والازدهار.
الوضع الإنساني في غزة يظل معلقًا على نتائج المفاوضات الجارية، مع توقعات بصدور قرارات جديدة بشأن فتح المعابر وتخفيف الحصار في الأسابيع القادمة. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل القطاع، وتعتمد التطورات على مدى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان حقوق الفلسطينيين. غزة تحتاج إلى حلول مستدامة لضمان مستقبل أفضل لأهلها. من الضروري مراقبة تطورات الوضع في غزة، وخاصة فيما يتعلق بتوفير المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. غزة، على الرغم من كل الصعاب، لا تزال تمثل رمزًا للصمود والأمل.
الجهود الدولية مستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ولكنها لا تزال غير كافية لمواجهة حجم الاحتياجات المتزايدة. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة ماسة إلى توفير الغذاء والدواء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية المدمرة. غزة تواجه تحديات كبيرة في طريق التعافي، وتحتاج إلى دعم دولي متواصل لتحقيق الاستقرار والازدهار.




