Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

كاتب إسرائيلي: الاعتراف بأرض الصومال رسالة لثلاث جهات

أثار الاعتراف الإسرائيلي بإقليم أرض الصومال الانفصالي جدلاً واسعاً، وتداعيات محتملة على الأمن الإقليمي. يرى محللون أن هذه الخطوة تمثل تطوراً استراتيجياً هاماً، خاصةً فيما يتعلق بقدرات إسرائيل الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة من اليمن وإيران، بالإضافة إلى إرسال رسالة سياسية واضحة إلى تركيا. هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الدبلوماسية والأمنية في منطقة القرن الأفريقي.

الاعتراف الإسرائيلي، الذي تم الإعلان عنه في 29 ديسمبر 2025، يأتي في أعقاب زيارات متبادلة ومفاوضات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وقادة أرض الصومال. ووفقاً لمصادر إعلامية إسرائيلية، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباري، وتأمين موطئ قدم استراتيجي في منطقة ذات أهمية جيوسياسية متزايدة.

أبعاد الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال

يعتبر إقليم أرض الصومال، الذي أعلن استقلاله عن الصومال عام 1991 ولكنه لم يحصل على اعتراف دولي واسع النطاق، منطقة تتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية الصومال. يتمتع الإقليم بموقع استراتيجي على مضيق باب المندب، وهو أحد أهم الممرات المائية للتجارة العالمية.

وتركز الأهمية الإسرائيلية على إمكانية الاستفادة من البنية التحتية لأرض الصومال، بما في ذلك الموانئ والمطارات، لتعزيز قدراتها في مجال المراقبة والاستطلاع، والتصدي للتهديدات الأمنية القادمة من اليمن، حيث تتمركز جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وقد أشارت تقارير إلى أن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، لعب دوراً محورياً في بناء هذه العلاقات، وإقامة قنوات اتصال مباشرة مع رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو.

الرسالة إلى تركيا

بالإضافة إلى الجوانب الأمنية، يرى مراقبون أن الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال يحمل رسالة سياسية واضحة إلى تركيا، التي تسعى إلى توسيع نفوذها في منطقة القرن الأفريقي، وتقوية علاقاتها مع الصومال. تعتبر إسرائيل أن التدخل التركي يهدد مصالحها الإقليمية، وتسعى إلى الحد من تأثير أنقرة في المنطقة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق التوترات المتزايدة بين إسرائيل وتركيا، على خلفية الخلافات حول القضية الفلسطينية، والتعاون التركي مع إيران.

رد فعل الحوثيين

لم يتأخر رد فعل جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، حيث توعد زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، إسرائيل، واعتبر أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال تهديداً مباشراً لأمن اليمن. وأعلن الحوثي أن الجماعة ستعتبر أي منشأة إسرائيلية في أرض الصومال هدفاً عسكرياً مشروعاً.

ويؤكد هذا التهديد على المخاطر المتزايدة المرتبطة بالتصعيد الإقليمي، واحتمال انزلاق المنطقة إلى صراعات جديدة.

تداعيات محتملة على الأمن الإقليمي

من المرجح أن يؤدي الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال إلى ردود فعل متباينة من قبل الأطراف الإقليمية والدولية. قد يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وتركيا، وزيادة الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن.

بالإضافة إلى ذلك، قد يشجع هذا الاعتراف حركات انفصالية أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط على السعي إلى الحصول على اعتراف دولي.

وتشير التقديرات إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلتزم الصمت بشأن تفاصيل التعاون العسكري مع أرض الصومال، ولكن من المتوقع أن يشمل ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية، وتدريب القوات المحلية، وربما تقديم مساعدات عسكرية محدودة.

في الفترة المقبلة، من المتوقع أن تشهد المنطقة مزيداً من التطورات، بما في ذلك ردود الفعل الرسمية من قبل الصومال والدول الأخرى، ومحاولات الوساطة من قبل الأطراف المعنية. من المهم مراقبة الوضع عن كثب، وتقييم التداعيات المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى