كاتس يتعهد بالبقاء في جبل الشيخ والانتهاكات تتواصل بالقنيطرة

هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمواصلة العمليات العسكرية في سوريا ولبنان وغزة واليمن، وذلك على الرغم من الجهود الدولية والإقليمية المتزايدة للتهدئة. يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد المخاوف بشأن الأمن الإسرائيلي، مع التركيز بشكل خاص على منطقة جبل الشيخ، حيث أكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب منها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الوضع في سوريا.
أدلى كاتس بهذه التصريحات خلال كلمة له في ختام دورة تدريبية لطياري الجيش الإسرائيلي، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير. وشدد على أن العمليات العسكرية ستستمر لحماية مصالح إسرائيل، دون تحديد جدول زمني أو نطاق جغرافي دقيق لهذه العمليات. هذا التهديد يأتي بعد فترة من التصعيد في المنطقة، بما في ذلك غارات جوية إسرائيلية على أهداف في سوريا ولبنان.
انتهاكات متواصلة للسيادة السورية
تأتي هذه التهديدات في سياق استمرار إسرائيل في اعتبار سوريا ساحة خلفية لأنشطة عسكرية إيرانية، وهو ما ترفضه دمشق وطهران بشدة. وتتهم إسرائيل بانتهاك السيادة السورية بشكل متكرر من خلال تنفيذ غارات جوية ومسؤوليتها عن هجمات تستهدف أهدافًا مرتبطة بـ”حزب الله” اللبناني. الوضع في سوريا معقد للغاية، ويتأثر بالعديد من العوامل الإقليمية والدولية.
في تطور منفصل، أفاد مراسل الجزيرة عن قيام طائرة مسيرة إسرائيلية بإلقاء قنابل على منطقة سد المنطرة في ريف القنيطرة جنوبي سوريا. كما وردت تقارير عن اعتداء قوة إسرائيلية على مدنيين، من بينهم أطفال ونساء، أثناء جمعهم للفطر في المنطقة الواقعة بين قريتي العدنانية ورويحينة في ريف القنيطرة الشمالي. هذه الحوادث تعكس تصاعد التوتر الميداني وتأثيره على المدنيين.
توغل إسرائيلي واعتقالات في الجنوب السوري
وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن القوة الإسرائيلية أطلقت قنابل دخانية تجاه المدنيين أثناء قيامهم بجمع الفطر. وأشارت سانا إلى أن القوات الإسرائيلية توغلت في مناطق أخرى بريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي، واعتقلت شابين ثم أفرجت عنهما بعد ساعات. هذه التوغلات والاعتقالات تعتبر انتهاكًا واضحًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وتتهم سوريا إسرائيل بمواصلة سياساتها العدوانية وخرقها لاتفاق فض الاشتباك، وتطالب بخروج القوات الإسرائيلية من أراضيها المحتلة. وتؤكد دمشق أن جميع الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في الجنوب السوري باطلة، ولا ترتب أي أثر قانوني وفقًا للقانون الدولي. وتدعو سوريا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته وردع الممارسات الإسرائيلية، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان الاستقرار الإقليمي. تعتبر قضية السيادة السورية من القضايا المحورية في الصراع الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن إسرائيل تواصل تعزيز وجودها العسكري في الجولان المحتل، مما يزيد من المخاوف بشأن احتمال تصعيد أكبر للتوترات. وتراقب الأطراف المعنية عن كثب التطورات على الأرض، وتقيّم المخاطر المحتملة. تعتبر قضية الوضع في الجولان جزءًا لا يتجزأ من الوضع في سوريا.
من المتوقع أن تستمر إسرائيل في مراقبة الأنشطة العسكرية في سوريا ولبنان، وقد ترد على أي تهديد يُنظر إليه على أنه وشيك. في الوقت نفسه، من المرجح أن تواصل سوريا ودول المنطقة جهودها الدبلوماسية للتهدئة وتجنب المزيد من التصعيد. يبقى مستقبل الوضع في سوريا غير مؤكد، ويتوقف على التطورات الإقليمية والدولية، وعلى قدرة الأطراف المعنية على إيجاد حلول سياسية للأزمة. من المهم متابعة ردود الفعل الدولية على هذه التهديدات، وخاصة من قبل الدول المؤثرة في المنطقة.



