كارلا كينتانا: «الهلال الأحمر» شريك إنساني مهم لما تمتلكه من خبرات في مجالات البحث والتوثيق

أكدت رئيسة المؤسسة المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالمفقودين في الجمهورية العربية السورية، كارلا كينتانا، أهمية الشراكة مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي في جهود تحديد مصير المفقودين في سوريا. جاء هذا التأكيد خلال لقاء جمع كينتانا برئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي، خالد المغامس، في الكويت، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الإنساني في هذا الملف الحساس.
اللقاء، الذي عقد مؤخرًا، يمثل خطوة مهمة في جهود الأمم المتحدة لجمع المعلومات وتحديد أماكن المفقودين في سوريا، وهي قضية إنسانية معقدة تتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية. وتأتي هذه الشراكة في ظل استمرار الأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية العميقة.
أهمية التعاون في ملف المفقودين في سوريا
أشادت كارلا كينتانا بالخبرات الواسعة التي تتمتع بها جمعية الهلال الأحمر الكويتي في مجالات البحث والتوثيق والمساعدة الإنسانية، مشيرة إلى دورها الفاعل وجهودها الممتدة في العديد من دول العالم. وأكدت أن الجمعية تمتلك سجلاً حافلاً بالعمل الإنساني في المنطقة، مما يجعلها شريكًا موثوقًا به في دعم جهود المؤسسة المستقلة.
خبرات الهلال الأحمر الكويتي
وفقًا لتصريحات خالد المغامس، تمتلك جمعية الهلال الأحمر الكويتي خبرات متراكمة في إدارة الملفات الإنسانية، وهي على استعداد لتسخير إمكاناتها لدعم الجهود الأممية المتعلقة بملف المفقودين. وأضاف أن هذا التعاون يعكس الدور الإنساني العالمي الذي تضطلع به دولة الكويت.
وتشمل هذه الخبرات، على سبيل المثال، عمليات البحث عن المفقودين في مناطق النزاع، وجمع الأدلة والشهادات، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر المتضررة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الجمعية في توفير المساعدات الإنسانية الأساسية للمحتاجين.
جهود المؤسسة المستقلة التابعة للأمم المتحدة
تعمل المؤسسة المستقلة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالمفقودين في الجمهورية العربية السورية على تحديد أماكن المفقودين من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية، بما في ذلك السلطات الرسمية وعائلات المفقودين ومنظمات المجتمع المدني. وتركز المؤسسة على جمع المعلومات وتحليلها، وإجراء المقابلات مع الشهود، والتحقق من البيانات المتاحة.
وتواجه المؤسسة تحديات كبيرة في عملها، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة، وعدم التعاون من بعض الأطراف، ونقص الموارد. ومع ذلك، تظل المؤسسة ملتزمة بمسؤوليتها في تحديد مصير المفقودين وتقديم الدعم لأسرهم.
يأتي هذا التعاون في وقت تشهد فيه الأزمة السورية استمرارًا في تعقيداتها، مما يزيد من صعوبة تحديد مصير آلاف المفقودين. وتشير التقديرات إلى أن عدد المفقودين في سوريا يتجاوز عشرات الآلاف، مما يجعل هذا الملف من أهم التحديات الإنسانية التي تواجه المجتمع الدولي.
بالإضافة إلى المفقودين في سوريا، تعمل المؤسسة على معالجة قضايا مماثلة في مناطق أخرى من العالم، حيث تسعى إلى تقديم المساعدة والدعم للأسر المتضررة. وتعتمد المؤسسة على التعاون الدولي وتبادل الخبرات لتحقيق أهدافها.
الخطوات المستقبلية
من المتوقع أن يتم وضع خطة عمل مشتركة بين المؤسسة المستقلة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي لتحديد الأولويات وتوزيع المهام. وستركز الخطة على تعزيز التعاون في مجالات البحث والتوثيق والمساعدة الإنسانية.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح متى سيتم تحقيق نتائج ملموسة في هذا الملف، نظرًا للظروف المعقدة في سوريا. ومن المهم مراقبة التطورات على الأرض وتقييم مدى فعالية الجهود المبذولة. كما يجب الاستمرار في الضغط على جميع الأطراف المعنية للتعاون مع المؤسسة المستقلة وتسهيل عملها.
تعتبر قضية المفقودين قضية إنسانية ذات أولوية قصوى، ويتطلب حلها تضافر الجهود الدولية والإقليمية. وتشكل الشراكة بين المؤسسة المستقلة وجمعية الهلال الأحمر الكويتي خطوة إيجابية في هذا الاتجاه، ولكنها ليست سوى جزء من جهود أكبر يجب بذلها لمعالجة هذه القضية المعقدة. كما أن مسألة المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم النفسي للأسر المتضررة تظل من العناصر الأساسية في أي استجابة فعالة.





