Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

كانديس أوينز.. نجمة اليمين الأميركي التي تدافع عن غزة والمسلمين

شهدت الحرب الدائرة في قطاع غزة تحولات غير متوقعة في المواقف السياسية والإعلامية داخل الولايات المتحدة، حيث انتقدت شخصيات يمينية بارزة بشدة سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر لم يكن معتادًا في أوساط اليمين المحافظ. وقد تصدرت الإعلامية كانديس أوينز هذه الموجة النقدية، معبرة عن رفضها لدعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل، ومثيرة جدلاً واسعاً حول أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

لم يكن هذا الانتقاد موجهًا فقط نحو دولة الاحتلال، بل امتد ليشمل الإدارة الأمريكية نفسها، متهمةً إياها بالانحياز الأعمى لإسرائيل على حساب المصالح الوطنية الأمريكية. وقد أثار موقف أوينز ردود فعل متباينة، حيث اعتبره البعض تحولًا تاريخيًا في صفوف اليمين الأمريكي، بينما وصفه آخرون بأنه مجرد استغلال للقضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية.

تحول في المواقف اليمينية: كانديس أوينز والقضية الفلسطينية

اشتهرت كانديس أوينز بمواقفها المحافظة القوية، ودفاعها عن القيم المسيحية التقليدية. لكن منذ بداية الحرب في غزة، بدأت أوينز في توجيه انتقادات لاذعة لدولة الاحتلال، معتبرة أن ممارساتها تتعارض مع مبادئ العدالة والإنسانية. وقد أثارت تصريحاتها غضب العديد من المؤيدين التقليديين لإسرائيل، بمن فيهم بعض الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري.

لم تقتصر انتقادات أوينز على الجانب الإنساني للقضية، بل امتدت لتشمل الجانب السياسي والاستراتيجي. فقد أكدت أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل لا يخدم المصالح الأمريكية، وأن استمرار هذا الدعم يؤدي إلى تفاقم الأزمات في المنطقة وزيادة خطر الإرهاب. كما شددت على أن الولايات المتحدة كانت قوية ومستقلة قبل تأسيس دولة الاحتلال، وأنها لا تحتاج إلى إسرائيل لتحقيق أهدافها.

نقد السياسة الأمريكية واللوبي الإسرائيلي

تجاوزت أوينز في انتقاداتها مجرد دولة الاحتلال، لتطال اللوبي الإسرائيلي القوي في الولايات المتحدة. اتهمت أوينز هذا اللوبي بممارسة ضغوط هائلة على السياسيين الأمريكيين، وتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية بما يخدم مصالح إسرائيل فقط. وقالت إن هذا اللوبي يعيق تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويضر بالعلاقات الأمريكية مع الدول العربية والإسلامية.

وقد أثارت هذه التصريحات غضب العديد من المنظمات اليهودية الأمريكية، التي اتهمت أوينز بمعاداة السامية. لكن أوينز ردت على هذه الاتهامات قائلة إنها تنتقد سياسات دولة الاحتلال، وليس اليهودية كدين أو كشعب. وأكدت أنها تحترم جميع الأديان والثقافات، وأنها تسعى إلى تحقيق العدالة والسلام للجميع.

الخلافات الداخلية وتداعياتها

أدت انتقادات أوينز إلى خلافات حادة داخل الأوساط اليمينية الأمريكية. فقد انتقدها العديد من المحافظين بشدة، واتهموها بالخيانة والتطرف. لكنها في المقابل حظيت بدعم كبير من قبل شريحة متزايدة من اليمينيين، الذين يشعرون بالإحباط من السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية، ويرون أن دعم إسرائيل يكلف الولايات المتحدة الكثير دون تحقيق أي فائدة حقيقية.

وقد أدت هذه الخلافات إلى توترات داخل منظمة “نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية” التي كانت أوينز تعمل بها، مما أدى في النهاية إلى إنهاء علاقتها بالمنظمة. كما أثارت انتقاداتها جدلاً واسعاً في وسائل الإعلام الأمريكية، حيث استضافت العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية أوينز لمناقشة مواقفها حول القضية الفلسطينية.

تأثير أوينز على الرأي العام وتصاعد الأصوات المعارضة

ساهمت كانديس أوينز في إثارة نقاش عام حول القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وفتحت الباب أمام أصوات معارضة أخرى للتعبير عن آرائها. وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تزايدًا في عدد الأمريكيين الذين ينتقدون سياسات دولة الاحتلال، ويعبرون عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى ذلك، فقد ساهمت أوينز في تغيير الخطاب السائد حول القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام الأمريكية. فقد بدأت وسائل الإعلام في تقديم وجهات نظر مختلفة حول الصراع، وإعطاء مساحة أكبر للأصوات الفلسطينية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية بين الجمهور الأمريكي، وتحدي الصور النمطية السلبية التي كانت سائدة في السابق.

من الجدير بالذكر أن موقف أوينز لم يخلُ من الجدل والانتقادات. فقد اتهمها البعض بالتحيز ضد إسرائيل، وبالتأثير على الرأي العام بطريقة سلبية. لكنها في المقابل دافعت عن مواقفها، مؤكدة أنها تسعى إلى تحقيق العدالة والسلام للجميع، وأنها لا تتبنى أي أجندة خفية.

في الختام، يمثل موقف كانديس أوينز تحولًا ملحوظًا في المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي، ويشير إلى تصاعد الأصوات المعارضة للسياسة الخارجية الأمريكية التقليدية. ومن المتوقع أن يستمر هذا النقاش في التطور خلال الفترة القادمة، خاصة مع استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوترات في المنطقة. وسيكون من المهم متابعة التطورات على الأرض، وردود الفعل السياسية والإعلامية، لتقييم تأثير هذه التطورات على مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلى فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى