كنائس الكويت احتفلت بعيد الميلاد: ليحفظ الله البلاد من كل سوء

احتفلت العديد من الكنائس في الكويت بعيد الميلاد المجيد وفقًا للتقويم الغربي، وسط أجواء من الفرح والسلام والتسامح. وقد استقبلت الكنائس جموع المهنئين بالعيد، معبرة عن شكرها للكويت قيادةً وشعبًا على توفير الأجواء المناسبة لممارسة الشعائر الدينية بحرية وأمان. وتأتي هذه الاحتفالات في إطار التقاليد السنوية التي تعكس **التعايش الديني** في المجتمع الكويتي.
أجواء احتفالية تعكس التعايش الديني في الكويت
شهدت الكنائس في الكويت إقبالًا كبيرًا من المهنئين بعيد الميلاد، بما في ذلك السفراء والدبلوماسيين ورجال الأعمال والشخصيات الدينية المسيحية والإسلامية. وقد عبر القائمون على الكنائس عن سعادتهم بهذه الزيارات التي تجسد روح الوحدة الوطنية والتآخي بين مختلف أطياف المجتمع. وتعتبر هذه الاحتفالات فرصة لتعزيز قيم التسامح والاعتدال التي تميز المجتمع الكويتي.
تهنئة القيادة الكويتية
أعرب القس عمانويل غريب، راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت، عن شكره وتقديره لصاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد والحكومة الكويتية على رعايتهم ودعمهم المستمر لجميع الأطياف الدينية. وأضاف غريب أن الكويت تحتضن الجميع بمحبة وسلام، وتوفر لهم الأمن والطمأنينة لممارسة عباداتهم بحرية. كما دعا إلى دوام الصحة والعافية للقيادة الكويتية، وأن يقود الله البلاد نحو المزيد من الازدهار والتقدم.
كلمة المطران بيراردي
من جانبه، أكد المطران ألدو بيراردي، النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، على أهمية **التعايش السلمي** بين المسيحيين والمسلمين في الكويت. وأشاد بيراردي بالأجواء الإيجابية والانفتاح الذي يميز البلاد، والذي يتيح للجميع ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان. وشدد على أن هذا الجو من التسامح هو كنز ثمين يعزز تماسك المجتمع ويساهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.
الكويت “بيتنا الثاني”
وقال الخوري ريمون عيد، راعي الكنيسة الكاثوليكية في الكويت، إن الكويت هي “بيتنا الثاني” وأنها توفر لهم كل الأجواء التي تجعلهم يشعرون بالفرح والمحبة. وأضاف عيد أن الشعب الكويتي قيادةً وشعبًا كريم ومضياف، وأنهم ممتنون لهم على حسن استقبالهم وكرم ضيافتهم. كما دعا إلى نشر السلام والمحبة في جميع أنحاء العالم، وإلى تكاتف الجهود من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.
أهمية الحوار بين الأديان
تأتي هذه الاحتفالات في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحديات كبيرة تتطلب تعزيز قيم التسامح والحوار بين الأديان. ويرى العديد من القادة الدينيين أن **التفاهم المتبادل** والاحترام بين مختلف الثقافات والأديان هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار. وتعتبر الكويت نموذجًا يحتذى به في هذا المجال، حيث نجحت في بناء مجتمع متماسك ومتعايش يحترم التنوع ويقدر الاختلاف.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين في الكويت يتجاوز 400 ألف نسمة، يمثلون جزءًا هامًا من النسيج الاجتماعي للبلاد. ويساهم هؤلاء المسيحيون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والصحة، ويعملون جنبًا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين من أجل بناء مستقبل أفضل للكويت. وتعتبر الاحتفالات بعيد الميلاد فرصة لتأكيد هذه الشراكة وتعزيزها.
من المتوقع أن تستمر الاحتفالات بعيد الميلاد في الكويت لعدة أيام، وأن تشهد المزيد من الزيارات والتهاني بين مختلف أطياف المجتمع. وتشكل هذه الاحتفالات مناسبة مهمة لتجديد العهد على قيم التسامح والاعتدال، وللتأكيد على أهمية **الوحدة الوطنية** في مواجهة التحديات. وستظل الكويت، بفضل رؤية قيادتها الحكيمة وشعبها الكريم، واحة للأمن والسلام والتسامح في المنطقة والعالم.
في ختام هذه الاحتفالات، يبقى الأمل معلقًا على استمرار هذه الأجواء الإيجابية، وعلى تعزيز الحوار والتفاهم بين جميع أفراد المجتمع. ومن المنتظر أن تشهد الكويت في الفترة القادمة المزيد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والاعتدال، وبناء مجتمع أكثر تماسكًا وازدهارًا. ويجب متابعة تطورات هذه المبادرات وتقييم أثرها على المجتمع الكويتي.




