كوريا تايمز: هل كان للسحر والشعوذة دور في الأزمة السياسية بكوريا الجنوبية؟
قالت صحيفة “كوريا تايمز” إن المعلومات التي تكشفت بشأن المحاولة الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية أظهرت أن شخصيات في الدائرة المقربة من الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول لها ارتباطات وممارسات بعالم السحر والشعوذة والشامانية، وهي تراث وثني سحري قديم.
وأضافت أنه مع ظهور المزيد من التفاصيل من وراء الكواليس بشأن الجهود السرية التي يبذلها يون والمقربون منه للدفع باتجاه إعلان الأحكام العرفية كُشف النقاب عن شخصيات رئيسية عديدة شاركت في التخطيط لتلك المحاولة، بما لها من صلات بممارسات متجذرة في قراءة الطالع والخرافات والتصوف، مما أحدث صدمة للكثير من الكوريين.
وكان برلمان كوريا الجنوبية قد أقر قبل 3 أسابيع عزل الرئيس يون بسبب محاولته الفاشلة لتطبيق الأحكام العرفية في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتولى رئيس الوزراء هان دوك سو صلاحيات الرئاسة.
ورغم ذلك فإن الرئيس تعهد بالقتال من أجل مستقبله السياسي، قائلا إنه “لن يستسلم أبدا”، في انتظار قرار المحكمة الدستورية بشأن إقالته المحتملة خلال الأشهر الستة المقبلة.
مثيرة للقلق الشديد
وأفادت الصحيفة في تقرير بأن المعلومات التي طفت على السطح مقلقة وباعثة للقلق الشديد، وأن من بين المقربين من الرئيس قائد استخبارات الدفاع السابق نوه سانغ وون الذي يعد إحدى الشخصيات الرئيسية في مؤامرة إعلان الأحكام العرفية.
وبعد تسريحه من الخدمة في عام 2018 -والذي تصفه الصحيفة بالمشين- بتهمة التحرش الجنسي بضابطة انخرط نوه في أنشطة تتعلق بالعرافة والشامانية، وأسس مع شخص آخر شركة لقراءة الطالع.
ولم يتضح بعد ما إذا كان نوه قد خضع لطقس شاماني يسمى “شينيريم” أو دعوة روحية، ليصبح هو نفسه شامانا تقليديا (بمعنى ساحر أو كاهن).
الكشف عن الخطة
وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري اكتشفت الشرطة أثناء تفتيشها مكتب قراءة الطالع الذي يديره نوه في مقاطعة غيونغي المحيطة بالعاصمة سول دفترا مكتوبا بخط اليد من نحو 60 صفحة يتضمن خططا متعلقة بالأحكام العرفية الفاشلة، وفق الصحيفة.
وأكدت “كوريا تايمز” في تقريرها أن الدفتر اشتمل على عبارات مثل “حصار الجمعية الوطنية (البرلمان)”، وأسماء العديد من السياسيين والصحفيين، وزعماء طوائف دينية، وأعضاء في نقابات العمال، وحتى قضاة.
ورغم أن نوه كان يدير بالفعل عمله الخاص في قراءة الطالع فإنه كان يسافر كثيرا قاطعا مسافة 170 كيلومترا لزيارة كاهنة ليلتمس منها المشورة والتوجيه بشأن مصيره وما إذا كانت “الخطة” التي كان يعدها مع الآخرين ستنجح.
وقالت الكاهنة (الشامان) في مقابلة أجرتها معها إحدى وسائل الإعلام مؤخرا إن “نوه سانغ وون بارع جدا في قراءة الطالع بنفسه، لكنه غالبا ما كان يأتي لزيارتي لأنني شامان تلقيت دعوة روحية”.
الاعتماد على الخرافات
ووفقا للتقرير، فقد عرض نوه ذات مرة على الكاهنة صورة وزير الدفاع الوطني السابق كيم يونغ هيون، وهو شخصية رئيسية أخرى في قضية الأحكام العرفية، وسألها “هل تظنين أن هذا الشخص لن يخونني إذا بقيت معه حتى النهاية؟”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإفصاحات تسلط على الشكوك التي برزت إلى السطح حتى قبل أن يصبح يون سوك يول رئيسا للجمهورية، وتكشف أنه هو وزوجته كيون هيي كانا يعتمدان بشدة على العرافين والطقوس الشامانية.
ونقلت عن معلق سياسي (اشترط عدم الكشف عن هويته) القول إن انخراط كبار السياسيين -خاصة المرشحين للرئاسة- في الخرافات أمر شائع في كوريا الجنوبية، قائلا إن انغماس الرئيس وزوجته في مثل هذه الممارسات بلغ مدى بعيدا بشكل غير عادي.
وعزا المعلق ذلك إلى افتقارهما للخبرة السياسية السابقة وصعودهما المفاجئ إلى منصب الرئاسة، مما دفعهما للتركيز بشكل مفرط على “التنبؤات وقراءة الفأل، وزاد ذلك من اعتمادهما على الخرافات”.