Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

كيف تفاعل العراقيون مع الهجوم على حقل كورمور للغاز؟

أربيل- تعرض حقل كورمور للغاز في محافظة السليمانية لهجوم بطائرة مسيّرة ليلة الأربعاء، مما أدى إلى توقف إنتاج الغاز وانقطاع الكهرباء في مناطق واسعة من إقليم كردستان العراق. يأتي هذا الهجوم وسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار إمدادات الطاقة في الإقليم وتأثيره على الحياة اليومية والاقتصاد المحلي. وقد أدانت السلطات في الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد هذا الهجوم بشدة.

وقالت وزارتا الموارد الطبيعية والكهرباء في إقليم كردستان إن الهجوم استهدف خزانات الغاز في الحقل في الساعة 23:30 بتوقيت بغداد، مما تسبب في انفجار وحريق كبير تمت السيطرة عليه لاحقًا. وتتعاون الوزارتان مع شركة “دانة غاز” الإماراتية لتقييم الأضرار وإعادة تشغيل الحقل في أقرب وقت ممكن. وأكدت مصادر رسمية عدم وقوع خسائر بشرية في صفوف العاملين.

هجوم على حقل كورمور للغاز وتداعياته على إمدادات الكهرباء

يعتبر حقل كورمور للغاز من أهم مصادر الطاقة في إقليم كردستان العراق، حيث يغذي العديد من محطات توليد الكهرباء. ووفقاً لبيانات وزارة الكهرباء، يساهم الحقل بنحو 67% من احتياجات الإقليم من الكهرباء، بالإضافة إلى تصدير جزء منها إلى مناطق أخرى في العراق. وقد أدى الهجوم إلى انخفاض حاد في إنتاج الكهرباء، مما أثر على تجهيز الطاقة للمواطنين والمنشآت التجارية.

وقد صرح وزير الكهرباء في حكومة الإقليم، كمال محمد صالح، بأن إنتاج الكهرباء انخفض حاليًا إلى 1300 ميغاواط، مما قلل ساعات التجهيز إلى 6-8 ساعات يوميًا. وأضاف أن الفرق الفنية تعمل على تقييم الأضرار وإصلاحها، مع توقعات بأن يستغرق الأمر بعض الوقت لإعادة الحقل إلى كامل طاقته الإنتاجية.

ردود الفعل الرسمية والإدانات

أدان رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، الهجوم ووصفه بأنه “عمل إرهابي يستهدف البنية التحتية الاقتصادية وأمن واستقرار البلاد”. وطالب الحكومة الاتحادية والمؤسسات الأمنية بجهود جادة لمحاسبة المسؤولين عن الحادث ومنع تكراره. كما أدلى رئيس حكومة الإقليم، مسرور البارزاني، بتصريحات قوية، واصفًا الهجوم بأنه “جبان” ومطالبًا بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.

وتلقى رئيس حكومة الإقليم اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي أعرب عن إدانته الشديدة للحادث واعتبره “هجومًا على العراق بأكمله”. وأكد السوداني تشكيل لجنة تحقيق مشتركة لتحديد المسؤولين عن الهجوم وتقديمهم إلى العدالة.

تحليل الأسباب والتداعيات الاقتصادية

يرى خبراء في قطاع الطاقة أن هذا الهجوم يأتي في سياق محاولات لزعزعة الاستقرار في إقليم كردستان وتقويض جهود التنمية الاقتصادية. ويتسبب انقطاع إمدادات الغاز في خسائر كبيرة للشركات والمشاريع الاقتصادية التي تعتمد على الطاقة في عملياتها. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نقص الكهرباء إلى تعطيل الحياة اليومية للمواطنين وتأثير سلبي على القطاعات الخدمية والتجارية.

وأشار الأكاديمي والخبير في اقتصاديات الطاقة والنفط، كوفند شيرواني، إلى أن الهجوم يهدد مشروع “روناكي” الذي يهدف إلى توفير الكهرباء على مدار الساعة في الإقليم. وأضاف أن استهداف حقل كورمور يمثل محاولة لإفشال هذا المشروع الحيوي، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة.

وفي بيان رسمي، أعربت شركة “دانة غاز” عن أسفها للهجوم وأكدت أنها لم تتكبد أي إصابات في صفوف موظفيها. وأوضحت أنها تعمل على تقييم الأضرار واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة تشغيل الحقل في أقرب وقت ممكن. وذكرت الشركة أن الهجوم استهدف أحد مستودعات تخزين الغاز السائل.

وتشير التوقعات إلى أن عملية إصلاح الأضرار وإعادة حقل كورمور للغاز إلى وضعه الطبيعي قد تستغرق عدة أيام أو أسابيع، اعتمادًا على مدى الضرر الذي لحق بالخزانات والمعدات. وفي هذه الفترة، سيستمر إقليم كردستان في مواجهة تحديات كبيرة في توفير الكهرباء للمواطنين والمؤسسات.

من المتوقع أن تشكل أعطال الكهرباء ضغطًا إضافيًا على الحكومة الإقليمية، التي تسعى جاهدة لتحسين مستوى الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين. وستركز الجهود خلال الفترة القادمة على تأمين مصادر بديلة للطاقة وإصلاح الأضرار في حقل كورمور للغاز، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الأمني مع الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي لحماية البنية التحتية الحيوية في الإقليم.

وستراقب السلطات عن كثب التطورات على الأرض وتقييم الأضرار بشكل كامل لتحديد الإطار الزمني الدقيق لإعادة تشغيل الحقل. كما ستعمل على توفير الدعم اللازم للمواطنين والشركات المتضررة من انقطاع الكهرباء، وتخفيف من الآثار السلبية لهذا الهجوم. وتعتبر إعادة استقرار إمدادات الغاز والكهرباء أولوية قصوى لحكومة إقليم كردستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى