لأسباب تتعلق بالاحتشام.. قواعد جديدة في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي

تتوجه أنظار عشاق السينما في جميع أنحاء العالم إلى الريفييرا الفرنسية، حيث يُفتتح مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78، التي تمتد من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري. هذا الحدث السنوي الكبير يجمع بين نخبة من نجوم هوليود وصناع السينما العالميين، في تظاهرة فنية وثقافية تبرز دور المهرجان بوصفه منصة محورية للسينما العالمية.
يتنوع برنامج المهرجان هذا العام بين المسابقات الرسمية والعروض الخاصة، ليقدم مجموعة من الأفلام التي تعكس أبرز الاتجاهات السينمائية العالمية وتجارب سينمائية مبتكرة تعكس التطورات الثقافية والاجتماعية الراهنة.
فرض الملابس المحتشمة على السجادة الحمراء
من المتوقع أن تبدو السجادة الحمراء في الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي مختلفة هذا العام بعد قرار مفاجئ أعلنت عنه إدارة المهرجان قبل أقل من 24 ساعة على الافتتاح، يقضي بمنع ارتداء الملابس التي تتسم بالعري أو تكشف أجزاء كبيرة من الجسد، سواء على السجادة الحمراء أو في أي من مناطق المهرجان الأخرى.
ووفقا لما نشره الموقع الرسمي للمهرجان، فإن القرار جاء “لأسباب تتعلق بالاحتشام”، ويهدف إلى الحد من الانتشار المتزايد لما بات يُعرف إعلاميا بـ”فساتين العري”.
وأشار بيان المهرجان إلى أن القواعد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، مع افتتاح المخرجة الفرنسية أميلي بونين فعاليات الدورة الحالية بفيلمها “اتركه ليوم ما” (Leave One Day). ووفقًا للوثائق الرسمية، فإن فرق الاستقبال ستكون ملزمة بمنع دخول أي شخص لا يلتزم بقواعد اللباس الجديدة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار ما عُرف بـ”ميثاق الحضور” الجديد الذي أصدرته إدارة المهرجان ويحدد سلوكيات الحضور المتوقعة، بما في ذلك اعتماد قواعد أكثر تحفظًا في اللباس داخل قاعة “لويس لوميير” الكبرى التي تستضيف العروض الأبرز على مدى أسبوع كامل.
ووفقا لما تم الإعلان عنه، يُفضل ارتداء البدلات الرسمية والسترات الكلاسيكية وفساتين السهرة الطويلة، كما يُسمح أيضا بالفساتين السوداء القصيرة، وفساتين الكوكتيل، والبدلات النسائية، والقمصان الأنيقة، والصنادل الراقية سواء بالكعب أو من دونه.
يبث مهرجان “كان” عبر قنوات “فرانس تلفزيون” (France Télévisions)، مما يفتح الباب أمام احتمالات أن تكون هذه الجهات الإعلامية قد لعبت دورًا في الدفع نحو تبنّي قواعد لباس أكثر تحفظا، تجنبا لعرض مشاهد قد تعدّ غير ملائمة للبث التلفزيوني.
ومع تزايد حضور العارضات والمؤثرات في السنوات الأخيرة مقارنة بالممثلين وصناع الأفلام، تحوّلت السجادة الحمراء في “كان” إلى ساحة لعرض الأزياء الجريئة، وهذا ما يبدو أن إدارة المهرجان تسعى لضبطه في هذه الدورة.
ورغم أن القواعد الجديدة لا توضح بدقة ما إذا كانت مثل هذه الإطلالات ستمنع تماما، فإنها تشير إلى رغبة إدارة المهرجان في استعادة طابعه الرسمي والابتعاد عن المظاهر المثيرة للجدل.
21 فيلما في المسابقة الرسمية
تتضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي هذا العام 21 فيلما من مختلف أنحاء العالم، يتنافسون على نيل السعفة الذهبية. وتشهد المسابقة حضورًا لافتًا للمخرجات.
وترأس لجنة التحكيم لهذا العام النجمة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم في عضويتها أيضا الممثلة الأميركية هالي بيري والنجم جيريمي سترونغ. ومن المقرر أن تختار اللجنة الفيلم الفائز من بين هذه الأفلام المتنافسة:
- “ألفا” (Alpha) للمخرجة جوليا دوكورنو.
- “صوت السقوط” (Sound Of Falling) للمخرجة ماشا شيلينسكي.
- “موتي حبيبتي” (Die, My Love) للمخرجة لين رامسي.
- “الأخت الصغيرة” (The Little Sister) للمخرجة حفصية حرزي.
- “ماسترمايند” (The Mastermind) للمخرجة كيلي رايشاردت.
- “روميريا” (Romería) للمخرجة كارلا سيمون.
- “رينيه” (Renoir) للمخرجة تشي هياكاوا.
- “صقور الجمهورية” (Eagles Of The Republic) للمخرج طارق صالح.
- “كان مجرد حادث” (It Was Just An Accident) للمخرج جعفر بناهي.
- “القضية 137” (Case 137) للمخرج دومينيك مول.
- “المرأة والطفل” (Woman And Child) للمخرج سعيد روستائي.
- “الأمهات الشابات” (Young Mothers) للمخرجين جان بيير داردين ولوك داردين.
- “إيدينغتون” (Eddington) للمخرج آري أستر.
- “فوري” (Fuori) للمخرج ماريو مارتوني.
- “تاريخ الصوت” (The History Of Sound) للمخرج أوليفر هيرمانوس.
- “الموجة الجديدة” (Nouvelle Vague) للمخرج ريتشارد لينكليتر.
- “الخطة الفينيقية” (The Phoenician Scheme) للمخرج ويس أندرسون.
- “القيامة” (Résurrection) للمخرج بي غان.
- “العميل السري” (The Secret Agent) للمخرج كليبر ميندونسا فيلو.
- “القيمة العاطفية” (Sentimental Value) للمخرج يواكيم تريير.
- “سيراط” (Sirat) للمخرج أوليفر لاكس.
- “المدّعى عليهما” (Two Prosecutors) للمخرج سيرجي لوزنيتسا.
مسابقة نظرة ما
قسم “نظرة ما” في مهرجان كان هذا العام منصة لعرض أفلام وتجارب سينمائية جديدة تسعى لاكتشاف وتقديم أفكار مبتكرة في عالم الفن السابع، حيث يتنافس المخرجون والمخرجون الجدد لإيصال رسائلهم الفنية والإنسانية في صور متعددة وأساليب فنية مختلفة، وهذه الأفلام هي:
- “عائشة لا تستطيع الطيران” (Aisha Can’t Fly Away) للمخرج مراد مصطفى.
- “قافلة” (Caravan) للمخرجة زوزانا كيرشنيروفا.
- “تسلسل المياه” (The Chronology Of Water) للمخرجة كريستين ستيوارت.
- “إلينور العظيمة” (Eleanor The Great) للمخرجة سكارليت جوهانسون.
- “القوس العظيم” (The Great Arch) للمخرج ستيفان دوموستي.
- “رؤوس أم ذيول؟” (?Heads Or Tails) للمخرجين أليسو ريغو دي ريغي وماتيو زوبّيس.
- “في المنزل” (Homebound) للمخرج نيراج غايوان.
- “أنا فقط أستريح في العاصفة” (I Only Rest In The Storm) للمخرج بيدرو بينيو.
- “الآخر في الطريق” (The Last One For The Road) للمخرج فرانشيسكو سوساي.
- “أحبني بلطف” (Love Me Tender) للمخرجة آنا كازناف كامبيه.
- “النيازك” (Meteors) للمخرج هوبرت شارويل.
- “ظل والدي” (My Father’s Shadow) للمخرج أكينولا ديفيز جونيور.
- “النظرة الغامضة للفلمنغو” (The Mysterious Gaze Of The Flamingo) للمخرج دييغو سيبيديس.
- “كان يا ما كان في غزة” (Once Upon A Time In Gaza) للمخرجين عرب نصار وطرزان نصار.
- “نظرة باهتة للتلال” (A Pale View Of Hills) للمخرج كاي إيشيكاوا.
- “سائق الدراجة” (Pillion) للمخرج هاري لايتون.
- “الطاعون” (The Plague) للمخرج تشارلي بولينجر.
- “شاعر” (A Poet) للمخرج سيمون ميسا سوتو.
- “السماء الموعودة” (Promised Sky) للمخرجة إريج سهيري.
- “القنفذ” (Urchin) للمخرج هاريس ديكنسون.
خارج المسابقة
تُعرض مجموعة من الأفلام خارج المسابقة في مهرجان كان السينمائي، وتضم مشاركات لنجوم كبار مثل توم كروز بفيلمه الجديد “المهمة المستحيلة- الحساب الأخير” (Mission: Impossible – The Final Reckoning) إخراج كريستوفر ماكاوراي، والمخرج سبايك لي بفيلمه “من الأعلى إلى الأسفل” (Highest 2 Lowest). كما يتضمن خارج المسابقة مجموعة من الأفلام المتنوعة، منها:
- “13 يومًا، 13 ليلة” (13 Days 13 Nights) للمخرج مارتن بوربولون.
- “ألوان الزمن” (Colours Of Time) للمخرج سيدريك كلابيش.
- “اترك يومًا” (Leave One Day) للمخرجة أميلي بونان.
- “حياة خاصة” (A Private Life) للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي.
- “أغنى امرأة في العالم” (The Richest Woman In The World) للمخرج تيري كليفا.
نصف شهر المخرجين
ويُعرض في قسم نصف شهر المخرجين مجموعة من الأفلام التي يقدمها مخرجون مستقلون، منها:
- “الموت لا وجود له” (Death Does Not Exist) للمخرج فيليكس دوفور لابيير.
- “المنظر الجديد” (Brand New Landscape) للمخرج يويغا دانزوكا.
- “الحيوانات الخطيرة” (Dangerous Animals) للمخرج شون بيرن.
- “إنزو” (Enzo) للمخرجين لورا.
من هوليود إلى أروقة كان
على مدى أسبوعين، يستضيف مهرجان كان السينمائي نخبة من نجوم هوليود، مع حضور بارز لأسماء كبيرة في حفل الافتتاح.
ويكرّم المهرجان النجم روبرت دي نيرو بمنحه السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل أعماله تقديرًا لمسيرته الفنية. وفي كلمته، أشار دي نيرو إلى أن المهرجان يجمع “رواة القصص وصنّاع الأفلام والمعجبين”.
وتقدم أنجلينا جولي النسخة الـ25 من جائزة شوبارد التي تُقام خلال حفل على شاطئ كارلتون يوم 16 مايو/أيار الجاري، يُنظم بالتعاون بين رئيسة مهرجان كان السينمائي إيريس نوبلوش، والمدير العام للمهرجان تييري فريمو، وكارولين شوفيل الرئيسة المشاركة والمديرة الفنية لدار شوبارد.
السينما العربية.. حضور متنوع
يشهد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 حضورا مميزا للسينما العربية، حيث يشارك هذا العام خمسة مخرجين عرب بأعمالهم في المسابقة الرسمية وبرنامج “نظرة ما”، مما يعكس تزايد الاهتمام بالأصوات السينمائية من المنطقة العربية.
من بين المشاركين في المسابقة الرسمية هذا العام، يبرز المخرج طارق صالح بفيلمه “صقور الجمهورية” (The Eagles of the Republic) الذي يُعد أول حضور عربي في المسابقة الرسمية.
وفي إطار المسابقة الرسمية أيضا، يعرض فيلم “الأخت الصغيرة” للمخرجة والممثلة الفرنسية من أصول تونسية حفصية حرزي، المأخوذ عن رواية “La Petite Dernière” للكاتبة الفرنسية من أصول جزائرية فاطمة داس.
أما في برنامج “نظرة ما”، فيستمر حضور السينما العربية من خلال فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” للمخرج المصري مراد مصطفى. ومن فلسطين، يشارك الثنائي طرزان وعراب نصار بفيلم “كان يا ما كان في غزة”. ويكتمل حضور السينما العربية في “نظرة ما” مع فيلم “سماء بلا أرض” للمخرجة التونسية أريج السحيري.