لأول مرة منذ جائحة “كوفيد-19”.. الصحة العالمية تصدر تحذيراً عالمياً بشأن فيروس “MERS-CoV”

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً عاجلاً بشأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، في أول تنبيه عالمي كبير منذ جائحة كوفيد-19. سجلت زيادة ملحوظة في الحالات مؤخراً، مما دفع المنظمة إلى الدعوة إلى تعزيز المراقبة واليقظة الصحية على مستوى العالم. هذا التحذير يأتي في ظل اكتشاف فيروسات كورونا جديدة، مما يؤكد على أهمية الاستعداد لمواجهة التهديدات الصحية الناشئة.
ظهرت أولى حالات الإصابة الجديدة في فرنسا، حيث أكدت السلطات تسجيل حالتين لشخصين سافرا إلى شبه الجزيرة العربية في بداية ديسمبر 2025. حتى الآن، تم الإبلاغ عن 19 حالة مؤكدة على مستوى العالم، مع تسجيل 4 وفيات، معظمها في المملكة العربية السعودية. تثير هذه الزيادة في الحالات قلقاً بشأن احتمال انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV): تفاصيل التحذير العالمي
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الفيروس ينتقل بشكل أساسي من الإبل إلى البشر، ويتميز بمعدل وفيات مرتفع يصل إلى 37%، على الرغم من أن انتقاله بين البشر محدود نسبياً. السلالات المكتشفة في فرنسا تتطابق جينياً مع تلك المنتشرة في شبه الجزيرة العربية، مما يشير إلى أن مصدر العدوى مرتبط بالمنطقة.
انتشار محدود حتى الآن
حتى 19 ديسمبر، تم تتبع 34 شخصاً كانوا على اتصال بالمصابين الفرنسيين، ولم يتم تسجيل أي حالات ثانوية. ومع ذلك، حذرت المراكز الأوروبية لمكافحة الأمراض من أن تأخر التشخيص بسبب تشابه الأعراض مع الأمراض التنفسية الشائعة قد يؤدي إلى انتقال غير ملحوظ للعدوى. هذا التشابه في الأعراض يجعل الكشف المبكر عن MERS-CoV تحدياً كبيراً.
تتضمن أعراض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية الحمى والسعال وضيق التنفس والإسهال والقيء، وقد تتطور إلى حالات حرجة تتطلب رعاية طبية مكثفة. لا يوجد حالياً لقاح معتمد ضد هذا الفيروس، مما يزيد من أهمية التدابير الوقائية.
تدابير الوقاية والتصدي
دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز المراقبة الوبائية والإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها أو مؤكدة. كما شددت على أهمية تطبيق إجراءات صارمة للوقاية من العدوى في مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، نصحت بتجنب تناول منتجات الإبل النيئة والحفاظ على مسافة آمنة عند التعامل مع الجمال، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
الوقاية من الفيروسات التنفسية تتطلب أيضاً ممارسات صحية جيدة، مثل غسل اليدين بانتظام وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس. هذه الإجراءات البسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى.
في سياق متصل، اكتشف علماء في البرازيل فيروس كورونا جديداً ينتقل عبر الخفافيش، مما يؤكد على الحاجة المستمرة للبحث العلمي والمراقبة الدقيقة للفيروسات الناشئة. منذ عام 2012، تسببت فيروسات كورونا في أكثر من 850 حالة وفاة وسُجلت في أكثر من عشرين دولة حول العالم، مما يبرز التهديد المستمر الذي تشكله هذه الفيروسات على الصحة العامة.
الأمراض المعدية تتطلب جهوداً عالمية منسقة لمكافحتها. التعاون بين الدول والمنظمات الصحية الدولية أمر بالغ الأهمية لتطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والاستجابة للأوبئة.
من المتوقع أن تستمر منظمة الصحة العالمية في مراقبة الوضع عن كثب وتقييم المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. سيتم تحديث التوصيات والإرشادات بناءً على البيانات الجديدة والتطورات العلمية. من الضروري متابعة التطورات الصادرة عن المنظمة والجهات الصحية المحلية لاتخاذ التدابير المناسبة.





