لبيد ينتقد اعتراف حكومة نتنياهو بإقليم أرض الصومال الانفصالي

انتقد يائير لبيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، اعتراف حكومة بنيامين نتنياهو بإقليم أرض الصومال الانفصالي، معتبراً أن هذه الخطوة تعكس غياب رؤية واضحة في السياسة الخارجية الإسرائيلية. يأتي هذا الانتقاد في وقت تشهد فيه العلاقات الإقليمية توترات متزايدة، وتثير فيه هذه الخطوة جدلاً واسعاً حول أولويات إسرائيل الدبلوماسية.
وجاءت تصريحات لبيد خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية والإعلام في الكنيست الإسرائيلي، حيث أكد على أن هذا الاعتراف لم يتم اتخاذه من خلال الآليات الحكومية المعتادة، مما يثير تساؤلات حول الشفافية والمساءلة في صنع القرار. وتأتي هذه التطورات في ظل انتقادات داخلية وخارجية متصاعدة لسياسات الحكومة الحالية.
السياسة الخارجية الإسرائيلية وتداعيات الاعتراف بأرض الصومال
أوضح لبيد أن إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال لم يكن نتيجة قرار حكومي أو موافقة من المجلس الوزاري الأمني المصغر، بل هو قرار اتُخذ داخل مكتب رئيس الوزراء. واعتبر هذا الإجراء تجاوزاً للإجراءات الرسمية المتبعة في صياغة وتنفيذ السياسة الخارجية. وأشار إلى أن هذا الاعتراف واجه إدانات واسعة من قبل العديد من الدول، بما في ذلك دول في المنطقة، مما يعكس عزلة إسرائيل المحتملة في هذا الموقف.
وأضاف لبيد أن غياب السياسة الخارجية الإسرائيلية المحددة يضر بمصالح البلاد، وأن هذه الخطوة تعكس افتقاراً إلى مبدأ منظم في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية. ويرى أن هذا النهج قد يؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة وتقويض جهود السلام والاستقرار.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
جاءت تصريحات لبيد بعد إعلان رئيس الوزراء نتنياهو، الجمعة الماضية، اعتراف إسرائيل رسمياً بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة. وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل واسعة النطاق على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة من قبل الحكومة الصومالية. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تغيير كبير في موقف إسرائيل تجاه الصومال.
من جهته، شدد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أمس الأحد على رفض بلاده القاطع لهذا الإعلان، واصفاً إياه بأنه “انتهاك صارخ لسيادة الصومال ووحدته الوطنية”. وأضاف أن الصومال يرفض أي محاولة لنقل الصراعات وعدم الاستقرار من الشرق الأوسط إلى الأراضي الصومالية. وتعتبر الحكومة الصومالية أن هذا الاعتراف يمثل تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر سياسي متزايد حول قضية إقليم أرض الصومال، الذي أعلن انفصاله من جانب واحد عام 1991 دون أن يحظى باعتراف دولي واسع النطاق. وتصر الحكومة الصومالية المركزية على الحفاظ على وحدة البلاد ورفض أي اعتراف خارجي بالإقليم. العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والصومال معقدة تاريخياً.
زيارة نتنياهو للولايات المتحدة
وفي سياق متصل، انتقد لبيد توجه نتنياهو إلى لقاء مرتقب مع الرئيس الأميركي في ولاية فلوريدا، مساء الاثنين، دون وجود خطة إسرائيلية واضحة بشأن مستقبل قطاع غزة. ويرى أن هذا اللقاء يأتي في وقت حرج يتطلب رؤية استراتيجية واضحة.
وقال لبيد “عندما يسافر رئيس وزراء إسرائيلي للقاء رئيس أميركي، نتمنى له التوفيق، لكنني قلق، لأن نتنياهو يصل إلى هذا الاجتماع دون أي رؤية واضحة بشأن غزة”. وحذر من أن غياب الرؤية سيؤدي إلى أن “يقرر الآخرون نيابة عن إسرائيل”. التحالفات الإقليمية تلعب دوراً هاماً في هذه التطورات.
وأضاف “إذا لم يكن لدى الحكومة الإسرائيلية أي أفكار أو خطط بشأن غزة، فسيكون لدى الأميركيين وحماس أفكار”، في إشارة إلى مخاوف من فرض ترتيبات سياسية أو أمنية لا تنسجم مع المصالح الإسرائيلية.
من المتوقع أن تركز المحادثات بين نتنياهو والرئيس الأميركي على قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك التوترات في غزة والوضع في الصومال. وستراقب الأوساط الدبلوماسية عن كثب ردود الفعل الدولية على اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية الإسرائيلية أو في العلاقات مع الدول الأخرى.





