توقفت أسطول من سيارات “وايمو” ذاتية القيادة بشكل مفاجئ في مدينة سان فرانسيسكو، مما أثار تساؤلات حول موثوقية هذه التقنية في ظل الظروف غير المتوقعة. ووفقًا لتقارير إعلامية، تسببت انقطاعات التيار الكهربائي في تعطيل عمل هذه السيارات، مما أدى إلى توقفها في أماكن غير آمنة وتعطيل حركة المرور. هذه الحادثة تلقي الضوء على التحديات التي تواجه تطوير ونشر السيارات ذاتية القيادة.
تأثير انقطاع التيار الكهربائي على أداء السيارات ذاتية القيادة
بدأت المشكلة عندما أدى انقطاع التيار الكهربائي في سان فرانسيسكو إلى تعطل شبكة الطاقة، مما أثر على قدرة سيارات “وايمو” على العمل بشكل صحيح. وذكرت شركة “بي جي آند إي” (PG&E) المسؤولة عن توزيع الكهرباء في المنطقة، أن أحد محولاتها الفرعية قد اشتعلت نتيجة للانقطاع. أصدرت “وايمو” إشعارًا للمستخدمين عبر تطبيقها، مفيدًا بتأثر خدماتها في سبع مدن مختلفة.
أحد الركاب، ميشيل ريفا، شارك تجربته على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث توقفت سيارته فجأة في منطقة مزدحمة بالمشاة والمركبات، مع تعطل إشارات المرور. وأشار ريفا إلى صعوبة التواصل مع خدمة العملاء بسبب الضغط الكبير عليهم. يبدو أن السيارة لم تتمكن من التعامل مع الموقف المعقد بسبب الاعتماد على البيانات التي لم تكن متاحة بسبب انقطاع التيار.
ردود فعل الشركات المنافسة
في المقابل، نشر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، تغريدة على منصة “إكس” تظهر سيارات “تسلا” وهي تعمل بشكل طبيعي خلال نفس الفترة. وأكد ماسك أن سيارات “تسلا روبوتاكسي” ذاتية القيادة لم تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي، مما أثار مقارنات بين التقنيتين. هذا التباين قد يعكس اختلافات في تصميم الأنظمة الكهربائية وأنظمة الاستشعار بين الشركتين.
تعتبر “وايمو”، التابعة لشركة “ألفابيت” (الشركة الأم لـ “غوغل”)، من الشركات الرائدة في مجال تطوير المركبات ذاتية التشغيل. وقد استثمرت الشركة مليارات الدولارات في هذه التكنولوجيا، وتسعى إلى نشر خدماتها في مدن متعددة حول العالم. تعتمد “وايمو” على مجموعة معقدة من أجهزة الاستشعار والبرمجيات لاتخاذ قرارات القيادة.
التحديات التنظيمية والبنية التحتية
تسلط هذه الحادثة الضوء على أهمية البنية التحتية الكهربائية الموثوقة لتشغيل السيارات ذاتية القيادة. كما تثير تساؤلات حول الإجراءات التنظيمية اللازمة لضمان سلامة هذه السيارات في حالات الطوارئ. يتطلب نشر هذه التقنية على نطاق واسع تعاونًا وثيقًا بين الشركات المصنعة والحكومات وشركات المرافق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على شبكات الاتصال وأنظمة تحديد المواقع (GPS) يجعل هذه السيارات عرضة للاختراقات والأعطال. يجب على الشركات تطوير أنظمة حماية قوية لضمان أمن وسلامة الركاب والمشاة. تعتبر تقنية الاستشعار المتقدمة من العناصر الأساسية لنجاح هذه السيارات.
تتزايد المخاوف بشأن تأثير انقطاع التيار الكهربائي على أنظمة النقل الذكية، بما في ذلك القيادة الآلية. وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه الأنظمة قد تكون أكثر عرضة للأعطال في ظل الظروف الجوية القاسية أو الهجمات الإلكترونية. يتطلب ذلك تطوير استراتيجيات إدارة المخاطر الشاملة.
من المتوقع أن تستمر “وايمو” في العمل على حل المشكلات التي أدت إلى توقف سياراتها، وتحسين قدرتها على التعامل مع الظروف غير المتوقعة. كما من المرجح أن تشهد الصناعة بأكملها زيادة في الاستثمار في تطوير البنية التحتية الكهربائية وأنظمة الحماية. ستراقب الجهات التنظيمية عن كثب هذه التطورات، وقد تفرض قيودًا جديدة على نشر هذه التقنية حتى يتم ضمان سلامتها.
