لماذا نتواجد على مواقع التواصل؟
أتمنى أن أقرأ تحقيقاً صحفياً، يتصدى فيه صحفي لعلاقة جمهور الآباء والأمهات وكبار السن «الذين يُطلق عليهم الناضجون» بمواقع التواصل الاجتماعي، ولا بأس أن تطرح الأسئلة نفسها حول الـتأثيرات السلبية لوجود الآباء والكبار الدائم على مواقع التواصل؟ ونوعية المحتوى الذي يطرحونه وأهميته أو ضرورته!
سؤال آخر: ألا ينتج عن استخدامهم هذا أو محتواهم الذي يقدمونه «محتوى معين يتسم بعدم الأهمية غالباً، ما يؤثر على صورتهم ومكانتهم أحياناً، إضافة لإثارة الجدل غير المبرر، ما يحولهم إلى أشخاص مثيرين للسخرية والتهكم» فما هي الأضرار المترتبة على هذا الشخص نفسه؟ سواء كان ولي أمر أو كان معلماً أو موظفاً كبيراً؟ فأية صورة، وأية قدوة يقدمها هؤلاء، وأي أثر يتركونه للآخرين؟
أما السؤال الأهم: فلماذا يصر هؤلاء على فتح صفحات على جميع مواقع التواصل دون وجود أسباب ودوافع وحيثيات حقيقية لهذه الصفحات؟ هل هي حاجة نفسية؟ هل يعتقد هؤلاء بضرورة وإلزامية وجودهم على مواقع التواصل أسوة ببقية خلق الله؟ ما سبب هذا الوجوب أو هذا الشعور بالضرورة؟ هل لأن الكل موجود ولا بد أن نوجد معهم ومثلهم؟ هل لأن هذه المواقع مجانية ومتاحة للجميع دون استثناء؟ هل لأن الحصول على مساحة في هذا الفضاء الإلكتروني اللامتناهي والحر يعد حقاً مشروعاً للجميع؟ هل لأنهم يستخدمونه للتعبير عن أفكارهم وهواجسهم وتطلعاتهم؟ هل لديهم أمور ملحة وعاجلة يظنون أنه من الضروري اطلاع الآخرين عليها؟
يوجد ملايين ممن يطلق عليهم صناع المحتوى، وهذا لا يعني بالضرورة أن جميع هؤلاء يقدمون محتوى ذا قيمة أو أهمية، ففي حالات كثيرة لا يخرج المحتوى عن كونه مجرد تفاهات خالصة لجلب الانتباه وإثارة الضحك، وكسب المزيد من المشاهدات والمتابعين لا أكثر، لكن هناك آلاف المواقع الجيدة كتلك المختصة بالطهي والسفر والعناية بالمنازل والحدائق والحرف اليدوية والكتب والأفلام و.. إلخ، أما أولئك الذين يتواجدون بلا مبرر منشغلين طيلة الوقت بمتابعة الصفحات دون أن يقدموا شيئاً أو يكون لديهم ما يقولونه سوى إثبات وجودهم، والتلصص على صفحات الآخرين فيحتاجون وقفة مع أنفسهم!