“ليفة صينية” قادرة على إخفاء الطائرات الحربية تثير الجدل بالمنصات

أثار إعلان الجيش الصيني عن تطوير طلاء جديد للطائرات الحربية، يعتمد على مادة مستخلصة من “نبتة الليفة” ويُقال إنه يقلل بشكل كبير من قدرة الرادار على اكتشافها، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وبين الخبراء العسكريين. يوفر هذا الطلاء الشبح المبتكر، بحسب ما ورد، امتصاصًا للموجات الكهرومغناطيسية يصل إلى 99.99%، مما يجعله تطوراً هاماً في مجال التكنولوجيا العسكرية.
جاء الإعلان في الثالث عشر من مارس 2025، وأفاد بأن الطلاء الجديد يستخدم عملية لتحويل الليفة إلى كربون، مع إضافة جسيمات مغناطيسية لتعزيز قدرته على امتصاص إشارات الرادار. تشير التقارير إلى أن هذا الطلاء قد يقلل من المقطع العرضي الراداري للطائرات بشكل كبير، مما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة.
تطوير الطلاء الشبح الصيني: نظرة فاحصة
يعتمد الابتكار الصيني على سلسلة من العمليات الفيزيائية والكيميائية لتحويل نبتة الليفة إلى مادة فعالة في التخفي الراداري. تبدأ العملية بتنظيف وتجفيف الليفة، ثم تعريضها لدرجات حرارة عالية لتحويلها إلى كربون. يُضاف إلى هذا الكربون جسيمات من النيكل والكوبالت، وهي مواد ذات خصائص مغناطيسية تساعد في امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية. يتم طحن الخليط الناتج وتحويله إلى بودرة دقيقة تُستخدم في تركيب الطلاء.
آلية عمل الطلاء الجديد
يعمل الطلاء الشبح الجديد على تقليل الإشارة الرادارية المنعكسة من الطائرة بشكل كبير. حيث يمتص الكربون والجسيمات المغناطيسية معظم الموجات الرادارية، مما يقلل من كمية الطاقة التي تعود إلى جهاز الاستشعار. ووفقا للجيش الصيني، يمكن للطلاء أن يقلل من المقطع العرضي الراداري للطائرة (RCS) بشكل ملحوظ، وتحويل طائرة ذات مقطع عرضي كبير إلى شيء أقرب لحجم طائر صغير.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز الطلاء الجديد بخفة وزنه ومرونته، مما لا يؤثر على أداء الطائرة أو ديناميكيتها الهوائية. وهذا يمثل ميزة كبيرة مقارنة بالطلاءات التقليدية المستخدمة في الطائرات الشبحية، والتي غالبًا ما تكون ثقيلة وتتطلب تعديلات هيكلية كبيرة.
تأتي هذه التطورات في سياق سباق تسلح متزايد بين القوى العالمية، وتحديداً في مجالات الطيران والتكنولوجيا العسكرية. وتشير بعض التحليلات إلى أن هذا الطلاء قد يكون فعالاً ضد أحدث أنظمة الرادار المستخدمة في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بما في ذلك رادارات النطاق “كيو يو”.
مقارنة مع التكنولوجيا الغربية
لطالما كانت الولايات المتحدة رائدة في مجال الطائرات الشبحية، حيث طورت طلاءات متخصصة مثل مادة “رام” (RAM) التي تستخدم على طائراتها المقاتلة مثل F-22 و F-35. ومع ذلك، فإن طلاء “رام” يعتبر من أغلى المواد العسكرية في العالم، وتكلفة إعادة طلاء طائرة واحدة يمكن أن تصل إلى ملايين الدولارات. الطلاء الشبح الصيني الجديد، على النقيض من ذلك، يتميز برخص ثمنه وإمكانية إنتاجه بكميات كبيرة، مما يجعله خيارًا جذابًا للجيش الصيني.
ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن التكنولوجيا الأمريكية لا تزال متقدمة في العديد من الجوانب الأخرى للطائرات الشبحية، مثل تصميم الهيكل وتقنيات تقليل الضوضاء الحرارية. وتشير التقديرات إلى أن فعالية الطلاءات الشبحية تعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، وليس فقط على مادة الطلاء نفسها.
تفاعل المستخدمون على نطاق واسع مع هذا الإعلان، معبرين عن إعجابهم بالابتكار الصيني أو قلقهم بشأن تداعياته المحتملة. وبعضهم أثار تساؤلات حول مدى فعالية الطلاء في سيناريوهات القتال الحقيقية. يذكر أن مثل هذه التقنيات قد تؤثر على استراتيجيات الحرب الجوية وتوازن القوى الإقليمية.
من المتوقع أن يستمر الجيش الصيني في تطوير واختبار هذا الطلاء الجديد، وأن يتم دمجه في أحدث الطائرات المقاتلة التي يتم تطويرها حاليًا. ويراقب الخبراء العسكريون عن كثب هذه التطورات لتقييم تأثيرها المحتمل على الأمن العالمي. في حين أن فعالية الطلاء الشبح الصيني لم يتم التحقق منها بشكل مستقل بعد، إلا أنه يمثل إضافة واعدة إلى ترسانة التكنولوجيا العسكرية الصينية، ويشير إلى استمرار البلاد في الاستثمار بكثافة في البحث والتطوير العسكري.
ستكون الأشهر والسنوات القادمة حاسمة في تحديد المدى الذي سيتم فيه نشر هذه التكنولوجيا، وكيف ستستجيب القوى العسكرية الأخرى، وما إذا كانت ستؤدي إلى تطوير مواد طلاء شبحية جديدة وأكثر فعالية. من الضروري مراقبة التقدم المحرز في هذا المجال، وتقييم التداعيات الاستراتيجية المحتملة.





