مادورو: الحملات الأميركية هدفها سرقة مواردنا الطبيعية

تصاعدت التوترات بين فنزويلا والولايات المتحدة في نهاية العام 2025، مع استمرار الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تنفيذ خطته الوطنية للدفاع عن الوطن حتى عام 2031. وتأتي هذه التطورات في ظل اتهامات متبادلة، حيث تتهم فنزويلا واشنطن بالسعي لسرقة مواردها الطبيعية، بينما تتهم الولايات المتحدة كراكاس بتمويل “إرهاب المخدرات”. هذا الوضع المتوتر يثير مخاوف بشأن مستقبل العلاقات الفنزويلية الأمريكية.
أدلى الرئيس مادورو بهذا التصريح يوم السبت، مؤكداً أن حملات التضليل الإعلامي الأمريكية تهدف إلى تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال الاستيلاء على ثروات فنزويلا. وتشمل الإجراءات الأخيرة احتجاز واشنطن لناقلتي نفط فنزويليتين قبالة سواحل البلاد، كجزء من سياسة أوسع نطاقاً تستهدف مصادر تمويل الحكومة الفنزويلية.
تدهور العلاقات الفنزويلية الأمريكية وتصعيد الضغوط
يشهد العام الحالي تصعيداً ملحوظاً في الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فنزويلا. وتشمل هذه الضغوط دعوات متكررة للتنحي، بالإضافة إلى التهديد بوجود قوة بحرية أمريكية كبيرة في المنطقة.
في المقابل، دعا الرئيس مادورو نظيره الأمريكي للتركيز على حل المشكلات الداخلية في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن ذلك قد يحسن العلاقات مع المجتمع الدولي. كما أكد على أهمية بناء علاقات قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل بين الأمريكتين، بعيداً عن التدخل الإمبريالي.
الخلافات حول النفط والاتهامات بالإرهاب
تعتبر قضية النفط الفنزويلي نقطة خلاف رئيسية بين البلدين. تفرض الولايات المتحدة عقوبات على قطاع النفط الفنزويلي، وتسعى إلى منع كراكاس من بيع نفطها في الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تتهم الولايات المتحدة الحكومة الفنزويلية وبعض الجماعات المرتبطة بها بتقديم الدعم اللوجستي والمالي لتهريب المخدرات، وتصنفهم على أنهم “إرهابيون”. وتستند هذه الاتهامات إلى تقارير استخباراتية، وفقاً لمصادر أمريكية.
الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي
منذ شهر أغسطس/آب، نشرت الولايات المتحدة أسطولاً عسكرياً ضخماً في منطقة البحر الكاريبي، بهدف مكافحة تهريب المخدرات. وقامت القوات الأمريكية بتنفيذ عمليات استهداف لقوارب يُزعم أنها متورطة في هذه الأنشطة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص.
أثارت هذه العمليات انتقادات من قبل فنزويلا، التي اتهمت الولايات المتحدة بانتهاك سيادتها وتهديد أمنها القومي. وتعتبر كراكاس هذه العمليات بمثابة استفزاز يهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وتشير بعض التحليلات إلى أن هذه التحركات الأمريكية مرتبطة أيضاً بالرغبة في التأثير على الأوضاع السياسية الداخلية في فنزويلا، وتعزيز المعارضة ضد الرئيس مادورو. وتعتبر هذه القضية جزءاً من صراع أوسع نطاقاً على النفوذ في أمريكا اللاتينية، حيث تتنافس الولايات المتحدة مع قوى أخرى مثل الصين وروسيا.
تأتي هذه التطورات في سياق أزمة سياسية واقتصادية عميقة تعاني منها فنزويلا منذ سنوات. وتواجه البلاد نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، وارتفاعاً في معدلات التضخم والفقر.
تعتبر الأزمة الفنزويلية من القضايا المعقدة التي تتطلب حلاً شاملاً يتضمن حواراً سياسياً بين جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الإنسانية والاقتصادية للشعب الفنزويلي.
من الجدير بالذكر أن التدخل الأمريكي في فنزويلا يثير جدلاً واسعاً على الصعيد الدولي، حيث يرى البعض أنه حق للولايات المتحدة في الدفاع عن مصالحها، بينما يعتبره آخرون انتهاكاً للقانون الدولي وتقويضاً للديمقراطية.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات إضافية ضد فنزويلا في المستقبل القريب. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر التوترات بين البلدين في الارتفاع، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2026. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب التطورات في فنزويلا، وتقييم تأثيرها على الاستقرار الإقليمي والعالمي.





